فتح المعين - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٢٥
فلا يدل على أنه وصف لله تعالى.
قال ابن بطال: اختلفت ألفاظ هذا الحديث، ولم يختلف في حديث ابن مسعود أنه بلفظ لا أحد، فظهر أن لفظ شخص جاء موضع أحد، فكأنه من تصرف الراوي، على أنه من باب المستثنى من غير جنسه، كقوله تعالى (وما لهم به من علم أن يتبعون إلا الظن) وليس الظن من نوع العلم اه‍.
قال الحافظ: وهذا هو المعتمد. قال ابن فورك: وإنما منعنا من إطلاق الشخص لأمور:
أحدها: أن اللفظ لم يثبت من طريق السمع.
ثانيها: الإجماع على المنع منه.
ثالثها: أن معناه: الجسم المؤلف المركب اه‍.
تنبيه وقع في سند المؤلف: ثنا كامله وكتب عليه المحقق علامتي استفهام هكذا؟؟ علامة على أنه كذلك بالأصل، وهو تصحيف لم ينتبه له المحقق (25).
.

(٢٥) والمحقق حقيقة لا في العير ولا في النفير وما رد به عل المصنف في كتابه (الفتح المبين) كلام ضعيف وخصوصا في مسألة العلو فلا نشتغل برده لبطلانه ومختصر رده ما قاله الحافظ ابن حجر في الفتح (٦ / ١٣٦) حيث قال: ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محال على الله أن لا يوصف بالعلو لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى، والمستحيل كون ذلك من جهة الحس اه‍ والغريب أن محقق الأربعين الفقيهي يستدل بكلام ابن حجر العسقلاني الأشعري الشافعي وأحيانا يبتر كلامه ويأخذ منه ما يوهم موافقة مرامه مع أن الحافظ أشعري مؤول بحق، والمحقق وأهل مشربه يذمون الحافظ ويستخفون به، بل صنف أحدهم كتابا سماه: (الأخطار الأساسية في العقيدة وتوحيد الألوهية من كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري تأليف أحمد بن حجر العسقلاني) هكذا كتب مؤلفه على غلاف كتابه دون أن يقول الحافظ ابن حجر أو أمير المؤمنين في الحديث، ثم وضع اسمه على غلاف الرسالة أو الكتاب فقال: جمعها صاحب الفضيلة الشيخ عبد الله بن سعدي الغامدي العبدلي. فالله المستعان على الجهل وسوء الأدب. بل وهناك رقيع ساقط يدعى (بأبي عبد الله محمود الحداد) تغاضت وغضت عنه عيون الحشوية في الرياض يقول في تعليقات له على عقيدتي أبي حاتم وأبي زرعة الرازيين ص (131) عند ذكره لشرح البخاري للإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني: (يسر الله من أهل السنة من يشرحه) يعني صحيح البخاري، فهو يعتبر الحافظ ابن حجر ليس من أهل السنة، ويقول في مقدمته لكتاب تخريج أحاديث الإحياء عن الإمام السبكي والمحدث الزبيدي أنهما صوفيان، والصوفية هي الزندقة، بل رمى الإمام الغزالي رحمه الله تعالى وكتابه الإحياء بالزندقة.
وبلغني من أحد إخواني الثقات أن هذا الرقيع رمى الحافظ الزركشي رحمه الله تعالى في بعض كتاباته بأنه: (حمار). قلت: ويعتبر أهل الرأي الذين منهم الإمام الأعظم أبو حنيفة والحافظ الطحاوي بأنهم ليسوا من أئمة أهل السنة كما في ص (66) من تعليقاته على عقيدة الرازيين حيث قال هناك: إنهم ليسوا لأهل السنة بأئمة لا في اعتقاد ولا فقه ولا شئ. اه‍ ومنه يتبين من هم أجراء الحشوية القرنيين والمتكلمين والمصنفين عنهم، وينبغي أن نطلع إمام المسلمين في تلك البلاد الطاهرة على حقيقة هذه الأمور ليأخذ على أيدي هؤلاء العابثين المهاترين. ولو كان فيهم من يحسن مناظرتنا سواء كبيرهم وصغيرهم فليجلس لذلك في أي وقت شاء لأبرهن له فساد مذهبه.
فالمحقق الفقيهي غايته أن يجمع نصوصا دون أن تكون له قاعدة أو أصل يرجع إليه فهو خابط خبط عشواء جاذب قرن تولاء.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 توطئة 3
2 تقديم 4
3 فتح المعين بنقد كتاب الأربعين 11
4 مقدمة 12
5 نقد باب إيجاب قبول صفة الله تعالى 16
6 نقد في باب الرد على من رأى كتمان أحاديث صفات الله تعالى 19
7 نقد باب أن الله تبارك وتقدس وتعالى شيء 23
8 نقد باب أن الله عز وجل شخص 24
9 تنبيه 25
10 نقد باب إثبات النفس لله عز وجل 26
11 نقد باب الدليل على أنه تعالى في السماء 27
12 نقد باب وضع الله عز وجل قدمه على الكرسي 29
13 نقد باب إثبات الحد لله عز وجل 31
14 نقد باب في إثبات الجهات لله عز وجل 32
15 نقد باب إثبات الصورة له عز وجل 34
16 نقد باب إثبات العينين له تعالى وتقدس 36
17 نقد باب إثبات اليدين لله عز وجل 38
18 نقد باب خلق الله الفردوس بيده 39
19 نقد باب إثبات الخط لله عز وجل 41
20 نقد باب أخذ الله صدقة المؤمن بيده 42
21 نقد باب إثبات الأصابع لله عز وجل 43
22 نقد باب إثبات الضحك لله عز وجل 46
23 نقد باب إثبات القدم لله عز وجل 48
24 نقد باب الدليل على أن القدم هو الرجل 51
25 نقد باب إثبات الهرولة لله عز وجل 53
26 نقد باب إثبات نزوله إلى السماء الدنيا 54
27 نقد باب إثبات رؤيتهم إياه عز وجل في الجنة 57
28 خاتمة فيها مسائل 58
29 بيني وبين الشيخ بكر 67