فتح المعين - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٣٤
نقد باب إثبات الصورة له عز وجل (38) وروى حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص) (خلق الله آدم عليه السلام على صورته طوله ستون ذراعا) (39) وهذا حديث مختصر من حديث في الصحيحين، والاستدلال به لإثبات الصورة لله عز وجل، غلو في الإثبات مذموم، فإن الضمير في صورته يعود على آدم لأنه أقرب مذكور، ويؤيد ذلك قوله طوله ستون ذراعا، وقوله في آخر الحديث عن أهل الجنة (على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء) فالحديث كما ترى يبين أن الضمير في صورته يعود على آدم. قال الحافظ في الفتح: والمعنى أن الله تعالى، أوجده على الهيئة التي خلقه عليها، لم ينتقل في النشأة أحوالا، (38) قوله تعالى: (ليس كمثله شئ) وقوله تعالى: (ولم يكن له كفوا أحد) وإقرار النبي لمن قال: (يا من لا تراه العيون ولا تخالطه الظنون ولا يصفه الواصفون) في الحديث الصحيح مع ذكر الله تعالى في كتابه أنه هو المصور (هو الذي يصوركم في الأرحام) يوجب أن الله تعالى منزه عن الصورة التي يضيفها المجسمة وصفا له، ولذلك أجمع أهل السنة على تنزيه الله عن الصورة قال الإمام عبد القاهر البغدادي في الفرق (332): واجمعوا على إحالة وصفه بالصورة والأعضاء. اه‍ ويقول أبو الحسن الأشعري في مقدمة الإبانة التي يتبجح بها الحشوية: (ليس له صورة تقال ولا حد يضرب به مثال) ومن المخزي جدا أن يكون لداود الجواربي الرافضي الخبيث الذي كان يزعم أن الله على صورة آدمي اتباع في هذا الزمان منهم صاحب مقال: (عقيدة أهل الايمان في خلق آدم على صورة الرحمن) التويجري وكحماد الأنصاري وأمثالهما وقد رد على الأول في هذه المسألة الألباني في سلسلته الضعيفة حديث (1176) وإمام هؤلاء من الحنابلة أبي يعلى الذي يقول كما تقدم (ألزموني ما شئتم فاني التزمه إلا اللحية والعورة) اه‍ انظر العواصم للحافظ أبي بكر بن العربي (2 / 283).
عافانا الله من ذلك.
وأما حديث الصحيحين الذي فيه: (فيأتيهم بغير صورته) ثم فيه: (فيأتيهم بصورته الذي يعرفون) فلا يفيد شيئا لأسباب منها: أننا إذا تتبعنا الحديث في الصحيحين وغيرهما من كتب السنن والمسانيد وغيرها، وجدنا أن لفظ الصورة غير مذكور في
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 توطئة 3
2 تقديم 4
3 فتح المعين بنقد كتاب الأربعين 11
4 مقدمة 12
5 نقد باب إيجاب قبول صفة الله تعالى 16
6 نقد في باب الرد على من رأى كتمان أحاديث صفات الله تعالى 19
7 نقد باب أن الله تبارك وتقدس وتعالى شيء 23
8 نقد باب أن الله عز وجل شخص 24
9 تنبيه 25
10 نقد باب إثبات النفس لله عز وجل 26
11 نقد باب الدليل على أنه تعالى في السماء 27
12 نقد باب وضع الله عز وجل قدمه على الكرسي 29
13 نقد باب إثبات الحد لله عز وجل 31
14 نقد باب في إثبات الجهات لله عز وجل 32
15 نقد باب إثبات الصورة له عز وجل 34
16 نقد باب إثبات العينين له تعالى وتقدس 36
17 نقد باب إثبات اليدين لله عز وجل 38
18 نقد باب خلق الله الفردوس بيده 39
19 نقد باب إثبات الخط لله عز وجل 41
20 نقد باب أخذ الله صدقة المؤمن بيده 42
21 نقد باب إثبات الأصابع لله عز وجل 43
22 نقد باب إثبات الضحك لله عز وجل 46
23 نقد باب إثبات القدم لله عز وجل 48
24 نقد باب الدليل على أن القدم هو الرجل 51
25 نقد باب إثبات الهرولة لله عز وجل 53
26 نقد باب إثبات نزوله إلى السماء الدنيا 54
27 نقد باب إثبات رؤيتهم إياه عز وجل في الجنة 57
28 خاتمة فيها مسائل 58
29 بيني وبين الشيخ بكر 67