فاقد لبعض شروط هذه الصفات وهي الحياة فلا يستحيل وجوده حينئذ، فكذلك شرط الاتصال والانفصال والاختصاص بالجهات والتحيز والقيام بالمتحيز من صفات الأجسام والاعراض، فإذا كانت هذه صفات الجسم الذي نعرفه فالله تعالى ليس كذلك لأننا عاجزون عن إدراكه ولا يمكننا أن نقيس عليه غيره لأنه سبحانه ليس من جنس الأجسام ولا له شكل وهيئة؟ وكل ما خطر في أذهاننا فالله تعالى ليس كذلك لأنه أخبر بذلك فقال * (ليس كمثله شئ) * و * (لم يكن له كفوا أحد) *.
فرجع الامر والنظر هنا إلى أنه هل يستحيل وجود موجود بلا مكان ولا جهة ولا اتصال ولا انفصال أم لا؟!!
فإن قسناه على أجزاء هذا العالم وما نراه ونعقله كان الجواب يستحيل وجوده. وإذا تركنا القياس ونظرنا إلى أدلة الشرع المحكمة التي تنص على أنه ليس كمثله شئ لا في الذات ولا في الصفات كان ذلك هو الحق وهو عقيدة الاسلام المنزهة لرب العزة عن التشبيه والتمثيل وكان القائل بذلك آخذا بقول الله تعالى * (سبحان ربك رب العزة عما يصفون) *، لان الذي ينزه الله عن لوازم الجسمية وخصائصها هو الذي يقول اتهمت عقلي في إدراك الخالق سبحانه وتعالى وأنا عاجز عن ذلك كل العجز، فقد صدقت بوجوده وآمنت بصفاته واتهمت عقلي عن إدارك خالقي سبحانه وتعالى.
وقد ضرب لنا سبحانه وتعالى أمثلة في مخلوقاته فأرانا أشخاصا وكذا عجائب مخلوقاته في الرؤيا من جبال وأودية وبحار عظيمة وأنهار دون