أن تكون أجسام آخذة حيزا في الفراغ مع أن لها حدا ومقدارا وجهة وشكلا وصورة، وقريب من هذا الباب قول النبي (ص) " لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط، وأنا أصلي، فلم أر كاليوم في الخير والشر " رواه البخاري (في مواضع منها 13 / 265) وليس ذلك من الخيال البتة بل هو حقيقة لقوله (ص) في حديث وقع له في الصلاة حين عرضت عليه الجنة فقال: " فعرضت علي الجنة حتى لو تناولت منها قطفا (من عنب) (1) أخذته " رواه البخاري (2 / 540) ومسلم (22 / 622 برقم 9) واللفظ له وفي رواية أخرى في مسلم (برقم 10) " ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه. ثم بدا لي أن لا أفعل " والنبي (ص) لا يمد يده إلى خيال ولا يتعلق بغير حقيقة ويدل على ذلك قوله في بعض روايات الحديث " ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا " (البخاري في مواضع منها 2 / 540).
فإذا كانت هذه الأمور حاصلة في المخلوق المحدث فكيف بالخالق جل جلاله الذي ليس كمثله شئ؟!!! فتأمل في ذلك جيدا هداك الله تعالى!!
قال الامام الغزالي رحمه الله تعالى:
" فإن قال الخصم: إن مثل هذا الموجود الذي ساق دليلكم إلى إثباته غير مفهوم!!
فيقال له: ما الذي أردت بقولك غير مفهوم؟!! إذا أردت به أنه .