رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يدفع يوم القيامة إلى كل مؤمن نور، وإلى كل منافق نور، فيمشون معه، فبينما نحن على الصراط إذ غشينا ظلمة، فيطفأ نور المنافق، ويضيء نور المؤمن، فعند ذلك.
(يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا) [التحريم: 8].
حين يطفى نور المنافقين ". وقد سبق صفة مشي المنافق على الصراط في حديث عائشة، وإن كان في إسناده ضعف.
وروى بشر بن شغاف، عن عبد الله بن سلام، قال: يوضع الجسر على جهنم، ثم ينادي مناد: أين محمد وأمته؟ فيقوم، فتتبعه أمته برها وفاجرها، قال:
فيأخذون الجسر، فيطمس الله أبصار أعدائه، فيتهافتون فيها من شمال ويمين، وينجو النبي والصالحون معه، ثم ينادي مناد: أين عيسى وأمته؟ فيقوم، فتتبعه أمته برها وفاجرها، فيأخذون بالجسر، فيطمس الله أبصار أعدائه. فيتهافتون فيها من شمال ويمين، وينجو النبي والصالحون معه، ثم يتبعهم الأنبياء والأمم، حتى يكون آخرهم نوح، رحم الله نوحا. خرجه ابن خزيمة وغيره.
وقد تبين بما ذكرنا في هذا الباب، من حديث ابن مسعود وأنس وغيرهما.
أن اقتسام المؤمنين الأنوار، على حسب إيمانهم وأعمالهم الصالحة، وكذلك مشيهم على الصراط في السرعة والبطء. وهذا أيضا مذكور في حديث حذيفة وأبي هريرة وغيرهما.
وروى أبو الزعراء، عن ابن مسعود، قال: يأمر الله بالصراط، فيضرب على جهنم، فيمر الناس على قدر أعمالهم زمرا زمرا، أوائلهم كلمح البرق، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، ثم كمر البهائم، حتى يمر الرجل سعيا، وحتى يمر الرجل مشيا، حتى يجيء آخرهم يتلبط على بطنه، فيقول: يا رب لم بطأت بي؟
فيقول: إني لم أبطئ بك، إنما أبطأ بك عملك.
وذلك أن الإيمان والعمل الصالح في الدنيا هو الصراط المستقيم في الدنيا