ورواه الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم بشر بنحوه، وفي بعض روايات الأعمش: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يردونها، ثم يصدرون عنها بالأعمال ".
وقالت طائفة: الورود هو الدخول، وهذا هو المعروف عن ابن عباس، وروى عنه من غير وجه، وكان يستدل لذلك بقوله تعالى في فرعون:
(يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار) [هود: 98].
وبقوله: (ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا) [مريم: 86].
وكذلك قوله تعالى: (لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها) [الأنبياء: 99].
وقد سبق عن عبد الله بن رواحة نحو هذا، إلا أن الرواية عنه منقطعة.
وروى مسلم الأعور عن مجاهد (وإن منكم إلا واردها) قال: داخلها.
وسئل كعب عن الورود المذكور في الآية، فقال: تمسك النار عن الناس، كأنها متن إهالة، حتى تسوى عليها أقدام الخلق كلهم برهم وفاجرهم، ثم يقول لها الرب عز وجل: خذي أصحابك ودعي أصحابي، فتخسف بكل ولي لها، وينجي الله المؤمنين ندية ثيابهم.
قال كعب: ألم تر إلى القدر الكثيرة الودك إذا بردت استوت بيضاء كالشحم؟ فإذا أوقدت النار تحتها انخسف الودك في القدر من هاهنا وهاهنا.
وفي رواية عنه قال: فهي أعرف بهم من الوالد بولده.
وقال ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان: إذا دخل أهل الجنة الجنة قالوا:
ألم يعدنا ربنا أنا نرد النار؟ قال: بلى، ولكن مررتم عليها وهي خامدة. وفي