وفي " المسند " عن عبد الله بن عمرو، قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما عمل أهل النار؟ قال: " الكذب، إذا كذب العبد فجر، وإذا فجر كفر وإذا كفر دخل النار ".
الصنف الخامس: الشنظير، وقد فسر بالسئ الخلق، والفحاش هو الفاحش المتفحش، وفي " الصحيحين "، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: " إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه ".
وفي الترمذي، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم " إن الله يبغض الفاحش البذيء "، والبذئ الذي يجري لسانه بالسفه ونحوه من لغو الكلام. وفي " المسند " عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: " بحسب امرئ من الشر أن يكون فاحشا بذيئا بخيلا جبانا ". فالفاحش هو الذي يفحش في منطقه ويستقبل الرجال بقبيح الكلام من السب ونحوه، ويأتي في كلامه بالسخف وما يفحش ذكره.
فصل [في ذكر أول من يدخل النار من عصاة الموحدين] خرج الإمام أحمد، من حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال " عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة، وأول ثلاثة يدخلون النار، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة: فالشهيد، وعبد مملوك لا يشغله رق الدنيا عن طاعة ربه، وفقير متعفف ذو عيال، وأول ثلاثة يدخلون النار: فأمير متسلط، وذو ثروة من مال يمنع حق الله في ماله، وفقير فخور " وخرج الترمذي أوله وقال: حديث حسن.
فهؤلاء الأصناف الثلاثة من أهل النار، وضد الأصناف الثلاثة من أهل الجنة المذكورين في حديث عياض بن حمار، فإن السلطان المسلط ضد العادل المحسن،