قال: وهي خدعة الله التي خدع بها المنافقين، قال عز جلاله:
(يخادعون الله وهو خادعهم) [النساء: 142].
فيرجعون إلى الموضع الذي قسم فيه النور، فلا يجدون شيئا، فينصرفون إليهم.
(فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب) إلى قوله: (وبئس المصير) [الحديد: 13 - 15].
قال سليم: فلا يزال المنافق مغترا، حتى يقسم النور، ويميز الله بين سبيل المؤمن والمنافق. خرجه ابن أبي حاتم. وخرج أيضا من رواية مقاتل بن حيان والضحاك، عن ابن عباس، ما يدل على مثل هذا القول أيضا، ولكنه منقطع.
والقول الثاني: أنه يقسم للمنافقين النور مع المؤمنين كما كانوا مع المؤمنين في الدنيا، ثم يطفأ نور المنافق إذا بلغ السور. قاله مجاهد. وروى عتبة بن يقظان، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ليس أحد من أهل التوحيد إلا يعطى نورا يوم القيامة، فأما المنافق فيطفأ نوره، فالمؤمن يشفق مما يرى من إطفاء نور المنافق فهم:
(يقولون ربنا أتمم لنا نور نا) [التحريم: 8].
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد نحوه. وكذا روى جويبر عن الضحاك.
وسنذكر في الباب الآتي إن شاء الله، من حديث جابر، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ما يدل على صحة هذا القول.
وقال آدم بن أبي إياس: أنبأنا المبارك بن فضلة، عن الحسن، قال: قال