شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٤٧
(418) الأصل:
وقال عليه السلام:
التقى رئيس الأخلاق.
الشرح:
يعنى رئيس الأخلاق الدينية، لان الأخلاق الحميدة كالجود والشجاعة والحلم والعفة وغير ذلك، لو قدرنا انتفاء التكاليف العقلية والشرعية، لم يكن التقى رئيسا لها، وإنما رياسة التقى لها مع ثبوت التكليف، لا سيما الشرعي. والتقى في الشرع هو الورع والخوف من الله، وإذا حصل حصلت الطاعات كلها، وانتفت القبائح كلها، فصار الانسان معصوما، وتلك طبقة عالية، وهي أشرف من جميع الطبقات التي يمدح بها الانسان نحو قولنا: جواد أو شجاع أو نحوهما، لأنها طبقه ينتقل الانسان منها إلى الجنة ودار الثواب الدائم، وهذه مزية عظيمة يفضل بها على سائر طبقات الأخلاق.
(٤٧)
مفاتيح البحث: الخوف (1)، الجود (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست