شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٣٦
وقال موسى بن عقبة: وممن شهد بدرا عمار بن ياسر حليف لبني مخزوم بن يقظة.
وقال الواقدي وطائفة من أهل العلم: إن ياسرا والد عمار بن ياسر عربي قحطاني من عنس، من مذحج، إلا أن ابنه عمارا مولى لبني مخزوم، لان أباه ياسرا تزوج أمه لبعض بنى مخزوم فأولدها عمارا، وذلك أن ياسر قدم مكة مع أخوين له يقال لهما:
الحارث ومالك في طلب أخ لهم رابع، فرجع الحارث ومالك إلى اليمن، وأقام ياسر بمكة، فحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، فزوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية بنت خياط، فولدت له عمارا فاعتقه أبو حذيفة، فصار ولاؤه لبني مخزوم، وللحلف والولاء الذي بين بنى مخزوم وعمار بن ياسر كان اجتماع بنى مخزوم إلى عثمان حين نال من عمار غلمان عثمان ما نالوا من الضرب، حتى انفتق له فتق في بطنه وكسروا ضلعا من أضلاعه، فاجتمعت بنو مخزوم، وقالوا: والله لئن مات لا قتلنا به أحدا غير عثمان.
قال أبو عمر: وأسلم عمار وعبد الله أخوه وياسر أبوهما وسمية أمهما، وكان إسلامهم قديما في أول الاسلام فعذبوا في الله عذابا عظيما، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يمر بهم وهم يعذبون فيقول: (صبرا يا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة)، ويقول لهم أيضا (صبرا يا آل ياسر، اللهم اغفر لآل ياسر، وقد فعلت) (2).
قال أبو عمر: ولم يزل عمار مع أبي حذيفة بن المغيرة حتى مات وجاء الله بالاسلام.
فأما سمية فقتلها أبو جهل، طعنها بحربة في قبلها فماتت، وكانت من الخيرات
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست