شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٤٢
نخبرك باجتهاده في العبادة وضروب الخير، وتسأل عن عقله! فقال: إن الأحمق ليصيب بحمقه أعظم مما يصيبه الفاجر بفجوره، وإنما ترتفع العباد غدا في درجاتهم، وينالون من الزلفى من ربهم على قدر عقولهم.
الريحاني: العقل ملك، والخصال رعيته، فإذا ضعف عن القيام عليها، وصل الخلل إليها. وسمع هذا الكلام أعرابي فقال: هذا كلام يقطر عسله.
قال معن بن زائدة: ما رأيت قفا رجل إلا عرفت عقله، قيل فإن رأيت وجهه؟
قال: ذا كتاب يقرأ.
بعض الفلاسفة: عقل الغريزة مسلم إلى عقل التجربة.
بعضهم: كل شئ إذا كثر رخص إلا العقل، فإنه إذا كثر غلا.
قالوا في قوله تعالى: ﴿لينذر من كان حيا﴾ (1)، أي من كان عاقلا.
ومن كلامهم: العاقل بخشونة العيش مع العقلاء آنس منه بلين العيش مع السفهاء.
أعرابي: لو صور العقل أظلمت معه الشمس، ولو صور الحمق لأضاء معه الليل.
قيل لحكيم: متى عقلت؟ قال: حين ولدت، فأنكروا ذلك، فقال: أما أنا فقد بكيت حين جعت، وطلبت الثدي حين احتجت، وسكت حين أعطيت، يريد إن من عرف مقادير حاجته فهو عاقل.
المأمون: إذا أنكرت من عقلك شيئا فاقدحه بعاقل.
بزرجمهر: العاقل الحازم إذا أشكل عليه الرأي بمنزلة من أضل لؤلؤة فجمع ما حول مسقطها من التراب، ثم التمسها حتى وجدها، وكذلك العاقل يجمع وجوه

(٤٢)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)، سورة يس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست