شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ٥٤
قوله عليه السلام: " غرض الأسقام " لان الانسان كالهدف لآفات الدنيا وأعراضها.
قوله عليه السلام: " ورهينة الأيام " الرهينة هاهنا: المهزول يقال: إنه لرهن وإنه لرهينة إذا كان مهزولا بالياء قال الراجز:
أما ترى جسمي خلاء قد رهن * هزلا وما مجد الرجال في السمن (1) ويجوز أن يريد بالرهينة واحدة الرهائن، يقال للأسير أو للزمن أو للعاجز عند الرحيل:
انه لرهينة، وذلك لان الرهائن محتبسة عند مرتهنها.
قوله: " ورمية المصائب "، الرمية ما يرمى.
قوله: " وعبد الدنيا، وتاجر الغرور، وغريم المنايا "، لان الانسان طوع شهواته، فهو عبد الدنيا، وحركاته فيها مبنية على غرور لا أصل له، فهو تاجر الغرور لا محالة، ولما كانت المنايا تطالبه بالرحيل عن هذه الدار كانت غريما له يقتضيه ما لا بد له من أدائه.
قوله: " وأسير الموت، وحليف الهموم، وقرين الأحزان، ونصب الآفات، وسريع الشهوات "، لما كان الانسان مع الموت، كما قال طرفة:
لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى * لكالطول المرخى وثنياه باليد (2) كان أسيرا له لا محالة، ولما كان لا بد لكل إنسان من الهم كان حليف الهموم، وكذلك لا يخلو ولا ينفك من الحزن، فكان قرينا له، ولما كان معرضا للآفات كان نصبا لها، ولما كان إنما يهلك بشهواته كان صريعا لها.
قوله: " وخليفة الأموات " قد أخذه من قال: إن امرأ ليس بينه وبين آدم إلا أب ميت، لمعرق في الموت.
واعلم أنه عد من صفات نفسه سبعا، وعد من صفات ولده أربع عشرة صفة، فجعل

(1) الصحاح 2128 من غير نسبة.
(2) من المعلقة بشرح التبريزي 86. الطول: الحبل، وثنياه: ما ثني منه.
(3) أ: " صريعها ".
(٥٤)
مفاتيح البحث: الهلاك (1)، الموت (4)، الحزن (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 29 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل البصرة 3
2 30 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 6
3 31 - من وصية له عليه السلام للحسن ابنه، كتبها إليه بحاضرين عند الفراق من صفين 9
4 ترجمة الحسن بن علي وذكر بعض أخباره 9
5 بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان 55
6 أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق 91
7 بعض ما قيل من الشعر في الغيرة 127
8 اعتزاز الفرزدق بقومه 129
9 وفود الوليد بن جابر على معاوية 130
10 32 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 132
11 ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب 133
12 قثم بن العباس وبعض أخباره 140
13 34 - من كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر على مصر 142
14 محمد بن أبي بكر وبعض أخباره 142
15 35 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد ابن أبي بكر 145
16 36 - من كتاب له عليه السلام إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء 148
17 37 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 153
18 38 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر 156
19 39 - من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص 160
20 40 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 164
21 41 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله أيضا 167
22 اختلاف الرأي فيمن كتبه له هذا الكتاب 169
23 42 - من كتاب له عليه السلام إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي 173
24 عمر بن أبي سلمة ونسبه وبعض أخباره 173
25 النعمان بن عجلان ونسبه وبعض أخباره 174
26 43 - من كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني، وكان عامله على أردشير خرة 175
27 44 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه، وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته واستلحاقه 177
28 نسب زياد بن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه 179
29 45 - من كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة 205
30 عثمان بن حنيف ونسبه 205
31 ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك وفيه فصول: الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم 210
32 الفصل الثاني في النظر في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث أم لا؟ 237
33 الفصل الثالث في أن فدك هل صح كونها نحلة رسول الله لفاطمة أم لا 268