كما حمل المهد الصبي وقبلها * ذعرت أسود الغيل بالنزوان (1) ولي بعدها أخرى تسمى جنازة (2) * جنيبة يوم للمنية دان تسير على أقدام أربعة إلى * ديار البلى معدودهن ثمان وإني على عيث الردى في جوارحي * وما كف من خطوي وبطش بناني وإن لم يدع إلا فؤادا مروعا * به غير باق من الحدثان (3) تلوم تحت الحجب ينفث حكمه * إلى أذن تصغي لنطق لسان (4) لأعلم أني ميت عاق دفنه * ذماء قليل في غد هو فان وإن فما للأرض غرثان حائما * يراصد من أكلي حضور أوان به شرة عم الورى بفجائع * تركن فلانا ثاكلا لفلان غدا فاغرا يشكو الطوى وهو راتع * فما تلتقي يوما له الشفتان إذا عاضنا بالنسل ممن نعوله * تلا أولا منه بمهلك ثان إلى ذات يوم لا ترى الأرض وارثا * سوى الله من أنس تراه وجان قوله: " تفرد بي دون هموم الناس هم نفسي " أي دون الهموم التي قد كانت تعتريني لأجل أحوال الناس.
فصدقني رأيي، يقال: صدقته كذا أي عن كذا، وفي المثل: " صدقني سن بكره " لأنه لما نفر قال له: هدع (5)، وهي كلمة تسكن بها صغار الإبل إذا نفرت، والمعنى أن هذا الهم صدقني عن الصفة التي يجب أن يكون رأيي عليها وتلك الصفة هي ألا يفكر في