أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وآله أم أهله؟ قال: بل أهله، قالت: فما بال سهم رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أن الله أطعم نبيه طعمة)، ثم قبضه، وجعله للذي يقوم بعده، فوليت أنا بعده، على أن أرده على المسلمين قالت: أنت وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله اعلم.
قلت: في هذا الحديث عجب، لأنها قالت له: أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وآله أم أهله؟
قال: بل أهله، وهذا تصريح بأنه صلى الله عليه وآله موروث يرثه أهله، وهو خلاف قوله: (لا نورث). وأيضا فإنه يدل على أن أبا بكر استنبط من قول رسول الله صلى الله عليه وآله أن الله أطعم نبيا طعمة أن يجرى رسول الله صلى الله عليه وآله عند وفاته مجرى ذلك النبي صلى الله عليه وآله أو يكون قد فهم أنه عنى بذلك النبي المنكر لفظا نفسه، كما فهم من قوله في خطبته، إن عبدا خيره الله بين الدنيا وما عند ربه، فاختار ما عند ربه، فقال أبو بكر: بل نفديك بأنفسنا.
قال أبو بكر: وأخبرنا أبو زيد قال: أخبرنا القعنبي قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عمر، عن أبي سلمة، أن فاطمة طلبت فدك من أبى بكر، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن النبي لا يورث)، من كان النبي يعوله فأنا أعوله، ومن كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفق عليه فأنا أنفق عليه. فقالت: يا أبا بكر، أيرثك بناتك ولا يرث رسول الله صلى الله عليه وآله بناته؟ فقال هو ذاك. قال أبو بكر: وأخبرنا أبو زيد قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير قال: حدثنا فضيل بن مرزوق قال: حدثنا البحتري بن حسان قال: قلت لزيد بن علي عليه السلام وأنا أريد أن أهجن أمر أبى بكر، أن أبا بكر انتزع فدك من فاطمة عليه السلام، فقال، إن أبا بكر كان رجلا