شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ٢١٩
أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وآله أم أهله؟ قال: بل أهله، قالت: فما بال سهم رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أن الله أطعم نبيه طعمة)، ثم قبضه، وجعله للذي يقوم بعده، فوليت أنا بعده، على أن أرده على المسلمين قالت: أنت وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله اعلم.
قلت: في هذا الحديث عجب، لأنها قالت له: أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وآله أم أهله؟
قال: بل أهله، وهذا تصريح بأنه صلى الله عليه وآله موروث يرثه أهله، وهو خلاف قوله: (لا نورث). وأيضا فإنه يدل على أن أبا بكر استنبط من قول رسول الله صلى الله عليه وآله أن الله أطعم نبيا طعمة أن يجرى رسول الله صلى الله عليه وآله عند وفاته مجرى ذلك النبي صلى الله عليه وآله أو يكون قد فهم أنه عنى بذلك النبي المنكر لفظا نفسه، كما فهم من قوله في خطبته، إن عبدا خيره الله بين الدنيا وما عند ربه، فاختار ما عند ربه، فقال أبو بكر: بل نفديك بأنفسنا.
قال أبو بكر: وأخبرنا أبو زيد قال: أخبرنا القعنبي قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عمر، عن أبي سلمة، أن فاطمة طلبت فدك من أبى بكر، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن النبي لا يورث)، من كان النبي يعوله فأنا أعوله، ومن كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفق عليه فأنا أنفق عليه. فقالت: يا أبا بكر، أيرثك بناتك ولا يرث رسول الله صلى الله عليه وآله بناته؟ فقال هو ذاك. قال أبو بكر: وأخبرنا أبو زيد قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير قال: حدثنا فضيل بن مرزوق قال: حدثنا البحتري بن حسان قال: قلت لزيد بن علي عليه السلام وأنا أريد أن أهجن أمر أبى بكر، أن أبا بكر انتزع فدك من فاطمة عليه السلام، فقال، إن أبا بكر كان رجلا
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 29 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل البصرة 3
2 30 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 6
3 31 - من وصية له عليه السلام للحسن ابنه، كتبها إليه بحاضرين عند الفراق من صفين 9
4 ترجمة الحسن بن علي وذكر بعض أخباره 9
5 بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان 55
6 أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق 91
7 بعض ما قيل من الشعر في الغيرة 127
8 اعتزاز الفرزدق بقومه 129
9 وفود الوليد بن جابر على معاوية 130
10 32 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 132
11 ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب 133
12 قثم بن العباس وبعض أخباره 140
13 34 - من كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر على مصر 142
14 محمد بن أبي بكر وبعض أخباره 142
15 35 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد ابن أبي بكر 145
16 36 - من كتاب له عليه السلام إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء 148
17 37 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 153
18 38 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر 156
19 39 - من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص 160
20 40 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 164
21 41 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله أيضا 167
22 اختلاف الرأي فيمن كتبه له هذا الكتاب 169
23 42 - من كتاب له عليه السلام إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي 173
24 عمر بن أبي سلمة ونسبه وبعض أخباره 173
25 النعمان بن عجلان ونسبه وبعض أخباره 174
26 43 - من كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني، وكان عامله على أردشير خرة 175
27 44 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه، وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته واستلحاقه 177
28 نسب زياد بن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه 179
29 45 - من كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة 205
30 عثمان بن حنيف ونسبه 205
31 ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك وفيه فصول: الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم 210
32 الفصل الثاني في النظر في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث أم لا؟ 237
33 الفصل الثالث في أن فدك هل صح كونها نحلة رسول الله لفاطمة أم لا 268