أدفعها إليكما قلت: أدفعها على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وبما عملت به فيها، وإلا فلا تكلماني! فقلتما: ادفعها إلينا بذلك، فدفعتها إليكما بذلك، أفتلتمسان منى قضاء غير ذلك! والله الذي تقوم بإذنه السماوات والأرض لا أقضى بينكما بقضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة، فإن عجزتما عنها فادفعاها إلى فأنا أكفيكماها!
قال أبو بكر: وحدثنا أبو زيد قال: حدثنا إسحاق بن إدريس، قال حدثنا عبد الله بن المبارك قال: حدثني يونس، عن الزهري قال: حدثني مالك بن أوس بن الحدثان بنحوه، قال فذكرت ذلك لعروة فقال: صدق مالك بن أوس، أنا سمعت عائشة تقول:
أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان إلى أبى بكر يسأل لهن ميراثهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه حتى كنت أردهن عن ذلك، فقلت: ألا تتقين الله، ألم تعلمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (لا نورث ما تركناه صدقة) يريد بذلك نفسه، إنما يأكل آل محمد من هذا المال، فانتهى أزواج النبي صلى الله عليه وآله إلى ما أمرتهن به.
* * * قلت: هذا مشكل، لان الحديث الأول يتضمن أن عمر أقسم على جماعة فيهم عثمان، فقال نشدتكم الله، ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا نورث ما تركناه صدقة) يعنى نفسه! فقالوا: نعم، ومن جملتهم عثمان، فكيف يعلم بذلك فيكون مترسلا لأزواج النبي صلى الله عليه وآله: يسأله أن يعطيهن الميراث!
اللهم إلا أن يكون عثمان وسعد وعبد الرحمن والزبير صدقوا عمر على سبيل التقليد لأبي بكر فيما رواه وحسن الظن، وسموا ذلك علما، لأنه قد يطلق على الظن اسم العلم.