شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ١٠٣
واستقر، فلما جلس جعل مسلم يؤامر نفسه ويريدها على الوثوب به فلم تطعه، وهانئ ينشد كأنه يترنم بالشعر:
* ما الانتظار بسلمي لا تحييها * ويكرر ذلك، فأوجس عبيد الله خيفة ونهض، فعاد إلى قصر الامارة، وفات مسلما منه ما كان يؤمله بإضاعة الفرصة، حتى صار أمره إلى ما صار.
وتاسع عشرها قوله: " ليس كل طالب يصيب، ولا كل غائب يثوب "، الأولى كقول القائل:
ما كل وقت ينال المرء ما طلبا * ولا يسوغه المقدار ما وهبا والثانية كقول عبيد:
وكل ذي غيبة يؤوب * وغائب الموت لا يؤوب (١).
العشرون قوله: " من الفساد، إضاعة الزاد، ومفسدة المعاد "، ولا ريب أن من كان في سفر وأضاع زاده، وأفسد الحال التي يعود إليها فإنه أحمق، وهذا مثل ضربه للانسان في حالتي دنياه وآخرته.
الحادي والعشرون قوله: " ولكل أمر عاقبة "، هذا مثل المثل المشهور " لكل سائله قرار ".
الثاني والعشرون قوله: " سوف يأتيك ما قدر لك "، هذا من قول رسول الله صلى الله عليه وآله: " وإن يقدر لأحدكم رزق في قبة جبل أو حضيض بقاع (٢) يأته ".
الثالث والعشرون قوله: " التاجر مخاطر " هذا حق، لأنه يتعجل بإخراج الثمن ولا يعلم: هل يعود أم لا! وهذا الكلام ليس على ظاهره بل له باطن، وهو أن من مزج الأعمال الصالحة بالاعمال السيئة، مثل قوله: ﴿خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا﴾ (3)

(١) ديوانه ١٣.
(٢) ب " بغاء " تصحف، صوابه من أ.
(٣) سورة التوبة ١٠٢.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 29 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل البصرة 3
2 30 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 6
3 31 - من وصية له عليه السلام للحسن ابنه، كتبها إليه بحاضرين عند الفراق من صفين 9
4 ترجمة الحسن بن علي وذكر بعض أخباره 9
5 بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان 55
6 أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق 91
7 بعض ما قيل من الشعر في الغيرة 127
8 اعتزاز الفرزدق بقومه 129
9 وفود الوليد بن جابر على معاوية 130
10 32 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 132
11 ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب 133
12 قثم بن العباس وبعض أخباره 140
13 34 - من كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر على مصر 142
14 محمد بن أبي بكر وبعض أخباره 142
15 35 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد ابن أبي بكر 145
16 36 - من كتاب له عليه السلام إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء 148
17 37 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 153
18 38 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر 156
19 39 - من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص 160
20 40 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 164
21 41 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله أيضا 167
22 اختلاف الرأي فيمن كتبه له هذا الكتاب 169
23 42 - من كتاب له عليه السلام إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي 173
24 عمر بن أبي سلمة ونسبه وبعض أخباره 173
25 النعمان بن عجلان ونسبه وبعض أخباره 174
26 43 - من كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني، وكان عامله على أردشير خرة 175
27 44 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه، وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته واستلحاقه 177
28 نسب زياد بن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه 179
29 45 - من كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة 205
30 عثمان بن حنيف ونسبه 205
31 ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك وفيه فصول: الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم 210
32 الفصل الثاني في النظر في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث أم لا؟ 237
33 الفصل الثالث في أن فدك هل صح كونها نحلة رسول الله لفاطمة أم لا 268