وعاشرها قوله: " بئس الطعام الحرام "، هذا من قوله تعالى: ﴿إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما أنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا﴾ (1).
وحادي عشرها قوله: " ظلم الضعيف أفحش الظلم ". رأى معاوية ابنه يزيد يضرب غلاما، فقال: يا بنى، كيف لا يسع حلمك من تضربه فلا يمتنع منك! وأمر المأمون بإشخاص الخطابي القاص (2) من البصرة، فلما مثل بين يديه، قال له: يا سليمان، أنت القائل العراق عين الدنيا، والبصرة عن العراق، والمربد عين البصرة، ومسجدي عين المربد، وأنا عين مسجدي، وأنت أعور، فإن عين الدنيا عوراء! قال: يا أمير المؤمنين، لم أقل ذاك، ولا أظن أمير المؤمنين أحضرني لذلك، قال: بلغني أنك أصبحت فوجدت على سارية من سواري مسجدك:
رحم الله عليا * إنه كان تقيا فأمرت بمحوه، قال: يا أمير المؤمنين، كان " ولقد كان نبيا " فأمرت بإزالته، فقال:
كذبت كانت القاف أصح من عينك الصحيحة، ثم قال: والله لولا أن أقيم لك عند العامة سوقا لأحسنت تأديبك، قال: يا أمير المؤمنين، قد ترى ما أنا عليه من الضعف والزمانة والهرم وقلة البصر، فإن عاقبتني مظلوما فاذكر قول ابن عمك علي عليه السلام:
" ظلم الضعيف أفحش الظلم "، وإن عاقبتني بحق، فاذكر أيضا قوله: " لكل شئ رأس، والحلم رأس السؤدد ". فنهض المأمون من مجلسه وأمر برده إلى البصرة، ولم يصله بشئ، ولم يحضر أحد قط مجلس المأمون إلا وصله عدا الخطابي، وليس هذا هو المحدث الحافظ المشهور، ذاك أبو سليمان أحمد بن محمد بن أحمد البستي، كان في أيام المطيع والطائع، وهذا قاص بالبصرة كان يقال له: أبو زكريا سليمان بن محمد البصري.
وثاني عشرها قوله: " إذا كان الرفق خرقا، كان الخرق رفقا "، يقول إذا كان استعمال