أن ترتحلوا حتى تروا نواصي (1) الخيل، ولقد (2) حملني ما رأيت منهم أن قلت أبياتا، قالوا: وما هي؟ فأنشدهم هذا الشعر:
كادت تهد من الأصوات راحلتي * إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل (3) تعدو بأسد ضراء لا تنابلة (4) * عند اللقاء ولا ميل معازيل (5) فقلت ويل ابن حرب من لقائهم * إذا تغطمطت البطحاء بالجيل! (6) وقد كان صفوان بن أمية رد القوم بكلامه قبل أن يطلع معبد، وقال لهم صفوان:
يا قوم، لا تفعلوا، فإن القوم قد حربوا (7)، وأخشى أن يجمعوا عليكم من تخلف من الخزرج، فارجعوا والدولة لكم، فإني لا آمن إن رجعتم إليهم أن تكون الدولة عليكم. قال:
فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أرشدهم صفوان وما كان برشيد، ثم قال: والذي نفسي بيده لقد سومت لهم الحجارة، ولو رجعوا لكانوا كأمس الذاهب، قال: فانصرف القوم سراعا خائفين من الطلب لهم، ومر بأبي سفيان قوم من عبد القيس يريدون المدينة، فقال لهم هل أنتم مبلغو محمد وأصحابه ما أرسلكم به، على أن أوقر لكم أباعركم زبيبا غدا بعكاظ، إن أنتم جئتموني! قالوا: نعم، قال: حيثما