شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٥ - الصفحة ٢٦٠
وأنهم معدن الملوك فما * تصلح إلا عليهم العرب وقال نصيب:
من النفر الشم الذين إذا انتجوا * أقرت لنجواهم لؤي بن غالب (1) يحيون بسامين طورا وتارة * يحيون عباسين شوس الحواجب (2) وقال الأخطل:
شمس العداوة حتى يستقاد لهم * وأعظم الناس أحلاما إذا قدروا (3) قالوا: وفينا يقول شاعركم والمتشيع لكم، الكميت بن زيد:
فالآن صرت إلى أمية * والأمور لها مصاير (4) وفي معاوية يقول أبو الجهم العدوي:
نقلبه لنخبر حالتيه * فنخبر منهما كرما ولينا نميل على جوانبه كأنا * إذا ملنا نميل على أبينا وفيه يقول:
تريع إليه هوادى الكلام * إذا ضل خطبته المهذر (5) قالوا: وإذا نظرتم في امتداح الشعراء عبد العزيز بن مروان عرفتم صدق ما نقوله.
قالوا: وفي إرسال النبي صلى الله عليه وآله إلى أهل مكة عثمان، واستعماله عليها عتاب بن أسيد وهو ابن اثنتين وعشرين سنة دليل على موضع المنعة أن تهاب العرب وتعز قريش، وقال النبي صلى الله عليه وآله قبل الفتح: " فتيان أضن بهما على النار:
عتاب بن أسيد، وجبير بن مطعم " فولى عتابا، وترك جبير بن مطعم.

(1) الشم: جمع أشم، وهو كناية عن الرفعة والعلو وشرف النفس.
(2) شوس: جمع أشوس، والشوس بالتحريك: النظر بمؤخر العين تكبرا وغيظا.
(3) ديوانه 14، وشمس: جمع شموس، وهو الرجل العسر في عداوته، الشديد الخلاف على من عانده.
(4) الأغاني 15: 111، وروايته: " والأمور إلى المصاير ".
(5) المهذر: الكثير الخطأ في الكلام.
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»
الفهرست