وأنه لا يأمن أن تكون فتنة، فلم يلتفت إليه. فكان أول شئ بدأ به المعتضد من ذلك التقدم (1) إلى العامة بلزوم أعمالهم، وترك الاجتماع والعصبية (2)، [والشهادات عند السلطان إلا أن يسألوا] (3)، ومنع القصاص عن القعود على الطرقات، وأنشأ هذا الكتاب وعملت به نسخ قرئت بالجانبين من مدينه السلام في الأرباع والمحال والأسواق يوم الأربعاء لست بقين من جمادى الأولى من هذه السنة، ثم منع يوم الجمعة لأربع بقين منه، ومنع القصاص من القعود في الجانبين، ومنع أهل الحلق من القعود في المسجدين، ونودي في المسجد الجامع بنهي الناس عن الاجتماع وغيره وبمنع القصاص وأهل الحلق من القعود، ونودي:
أن الذمة قد برئت ممن اجتمع من الناس في مناظرة أو جدال، وتقدم إلى الشراب الذين يسقون الماء في الجامعين ألا يترحموا على معاوية، ولا يذكروه [بخير] (3)، وكانت عادتهم جارية بالترحم عليه، وتحدث الناس أن الكتاب الذي قد أمر المعتضد بإنشائه بلعن معاوية يقرأ بعد صلاة الجمعة على المنبر، فلما صلى الناس بادروا إلى المقصورة ليسمعوا قراءة الكتاب، فلم يقرأ: وقيل: إن عبيد الله بن سليمان صرفه عن قراءته، وإنه أحضر يوسف بن يعقوب القاضي، وأمره أن يعمل الحيلة في إبطال ما عزم المعتضد عليه، فمضى يوسف فكلم المعتضد في ذلك، وقال له: إني أخاف أن تضطرب العامة، ويكون منها عند سماعها هذا الكتاب حركة، فقال: إن تحركت العامة أو نطقت وضعت السيف فيها. فقال: يا أمير المؤمنين، فما تصنع بالطالبيين الذين يخرجون في كل ناحية، ويميل إليهم خلق كثير، لقربتهم من رسول الله صلى الله عليه وآله، وما في هذا الكتاب من إطرائهم - أو كما قال - وإذا سمع الناس هذا كانوا إليهم أميل، وكانوا هم أبسط