ابن حضير، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله، قال أسيد: الحمد لله الذي سرك وأظهرك على عدوك، والذي بعثك بالحق ما تخلفت عنك رغبة بنفسي عن نفسك، ولا ظننت أنك تلاقى عدوا، ولا ظننت إلا أنها العير فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله صدقت.
قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله، حتى انتهى إلى المكان المعروف بالبقع (1) وهي بيوت السقيا (2)، وهي متصلة ببيوت المدينة، فضرب عسكره هناك، وعرض المقاتلة، فعرض عبد الله بن عمر، وأسامة زيد، ورافع بن خديج، والبراء بن عازب، وأسيد بن ظهير، وزيد بن أرقم، وزيد بن ثابت، فردهم ولم يجزهم.
قال الواقدي: فحدثني أبو بكر بن إسماعيل، عن أبيه، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه و آله يتوارى، فقلت: ما لك يا أخي قال: انى أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وآله فيستصغرني، فيردني، وأنا أحب الخروج، لعل الله أن يرزقني الشهادة.
قال: فعرض على رسول الله صلى الله عليه، وآله فاستصغره، فقال ارجع، فبكى [عمير] (3)، فأجازه.
قال: فكان سعد يقول كنت أعقد له حمائل سيفه من صغره، فقتل ببدر وهو ابن ست عشرة سنة.
قال: فلما نزل عليه السلام بيوت السقيا أمر أصحابه أن يستقوا (4) من بئرهم: وشرب عليه السلام منها، كان أول من شرب وصلى عندها، ودعا يومئذ لأهل المدينة، فقال: