شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٨٦
ابن حضير، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله، قال أسيد: الحمد لله الذي سرك وأظهرك على عدوك، والذي بعثك بالحق ما تخلفت عنك رغبة بنفسي عن نفسك، ولا ظننت أنك تلاقى عدوا، ولا ظننت إلا أنها العير فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله صدقت.
قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله، حتى انتهى إلى المكان المعروف بالبقع (1) وهي بيوت السقيا (2)، وهي متصلة ببيوت المدينة، فضرب عسكره هناك، وعرض المقاتلة، فعرض عبد الله بن عمر، وأسامة زيد، ورافع بن خديج، والبراء بن عازب، وأسيد بن ظهير، وزيد بن أرقم، وزيد بن ثابت، فردهم ولم يجزهم.
قال الواقدي: فحدثني أبو بكر بن إسماعيل، عن أبيه، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه و آله يتوارى، فقلت: ما لك يا أخي قال: انى أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وآله فيستصغرني، فيردني، وأنا أحب الخروج، لعل الله أن يرزقني الشهادة.
قال: فعرض على رسول الله صلى الله عليه، وآله فاستصغره، فقال ارجع، فبكى [عمير] (3)، فأجازه.
قال: فكان سعد يقول كنت أعقد له حمائل سيفه من صغره، فقتل ببدر وهو ابن ست عشرة سنة.
قال: فلما نزل عليه السلام بيوت السقيا أمر أصحابه أن يستقوا (4) من بئرهم: وشرب عليه السلام منها، كان أول من شرب وصلى عندها، ودعا يومئذ لأهل المدينة، فقال:

(1) قال ياقوت: (البقع: اسم بئر بالمدينة)، وقال الواقدي: (البقع من السقيا التي بنقب بني دينار بالمدينة) (2) في ياقوت: (عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستقي الماء العذب من بيوت السقيا، وفي حديث آخر: كان يستعذب الماء العذب من بيوت السقيا، والسقيا: قرية جامعة من عمل الفرع، بينهما مما يلي الجحفة تسعة عشر ميلا... وقال ابن الفقيه: السقيا من أسافل أودية تهامة.
(3) من ا والواقدي.
(4) ب: (يستسقوا)، وأثبت ما في ا والواقدي.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213