شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٧٩
أعوذ برب البيت من كل طاعن * علينا بسوء أو يلوح بباطل (1) ومن فاجر يغتابنا بمغيبة * ومن ملحق في الدين ما لم نحاول كذبتم وبيت الله يبزى محمد * ولما نطاعن دونه ونناضل (2) وننصره حتى نصرع دونه * ونذهل عن أبنائنا والحلائل وحتى نرى ذا الردع يركب ردعه * من الطعن فعل الأنكب المتحامل (3) وينهض قوم في الحديد إليكم * نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل (4) وإنا وبيت الله من جد جدنا * لتلتبسن أسيافنا بالأماثل (5) بكل فتى مثل الشهاب سميدع * أخي ثقة عند الحفيظة باسل وما ترك قوم لا أبالك سيدا * يحوط الذمار غير نكس مواكل (6) وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل (7) يلوذ به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل وميزان صدق لا يخيس شعيره * ووزان صدق وزنه غير عائل (8) ألم تعلموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعبأ بقول الا باطل لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد * وأحببته حب الحبيب المواصل وجدت بنفسي دونه فحميته * ودافعت عنه بالذرى والكواهل فلا زال للدنيا جمالا لأهلها * وشينا لمن عادى وزين المحافل وأيده رب العباد بنصره * وأظهر دينا حقه غير باطل

(1) ديوانه 100 - 134.
(2) يبزي، أي يغلب.
(3) يركب ردعه: يخر لوجهه على دمه، والردع: اللطخ والأثر من الدم.
(4) الروايا: جمع راوية، وهو البعير يستقى عليه. وذات الصلاصل: المزادة التي ينقل فيها الماء، والصلاصل جمع صلصلة، وهي بقية الماء في الإدواة.
(5) الأماثل: الاشراف.
(6) الديوان: (غير ذرب).
(7) ثمال اليتامى: عمادهم.
(8) يقال: عال الميزان يعول، إذا مال.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست