شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٢٣٠
وقال محمد بن إسحاق: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: دعوه، فإنه أعمى البصر، أعمى القلب. يعنى مربع بن قيظي.
قال الواقدي: ومضى رسول الله صلى الله عليه وآله، فبينا هو في مسيره إذ ذب فرس أبى بردة بن نيار بذنبه فأصاب كلاب سيفه، فسل سيفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا صاحب السيف، شم (2) سيفك، فإني أخال السيوف ستسل اليوم فيكثر سلها.
قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحب الفأل، ويكره الطيرة، قال: ولبس رسول الله صلى الله عليه وآله من الشيخين درعا واحدة، حتى انتهى إلى أحد، فلبس درعا أخرى ومغفرا، وبيضة فوق المغفر، فلما نهض رسول الله صلى الله عليه وآله من الشيخين، زحف المشركين على تعبية حتى انتهوا إلى موضع أرض ابن عامر اليوم، فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى موضع القنطرة اليوم جاءه وقد حانت الصلاة، وهو يرى المشركين، فأمر بلالا فأذن، وأقام وصلى بأصحابه الصبح صفوفا، وانخزل (3) عبد الله بن أبي من ذلك المكان في كتيبته، كأنه هيقه (4) تقدمهم، فأتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام، فقال: أذكركم الله ودينكم ونبيكم، وما شرطتم له أن تمنعوه مما تمنعون منه أنفسكم وأولادكم ونساءكم فقال ابن أبي: ما أرى إنه يكون بينهم قتال، وإن أطعتني يا أبا جابر لترجعن، فان أهل الرأي والحجى قد رجعوا، ونحن ناصروه في مدينتنا، وقد خالفنا، وأشرت عليه بالرأي فأبى إلا طواعية الغلمان فلما أبى على عبد الله بن عمرو أن يرجع، ودخل هو وأصحابه أزقة المدينة، قال لهم أبو جابر: أبعدكم الله إن الله سيغني النبي والمؤمنين عن نصركم. فانصرف ابن أبي وهو يقول: أيعصيني ويطيع الولدان وانصرف عبد الله بن عمرو يعدو حتى لحق رسول الله وهو يسوى الصفوف، فلما أصيب أصحاب

(1) سيرة ابن هشام 3: 9.
(2) شم سيفك، أي اغمده.
(3) انخزل، أي انفرد، وانظر اللسان.
(4) الهيق: ذكر النعام.
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213