على، وتأمرهم بلزوم الأرض، وقال: أيها الناس، أنظروا إلى هذه، أمرت أن تقر في بيتها، وأمرنا نحن أن نقاتل، حتى لا تكون فتنة، فأمرتنا بما أمرت به، وركبت ما أمرنا به، فقام إليه شبث بن ربعي. فقال له: وما أنت وذاك أيها العماني الأحمق سرقت أمس بجلولاء فقطعك الله، وتسب أم المؤمنين فقام زيد، وشال يده المقطوعة وأوما بيده إلى أبى موسى وهو على المنبر، وقال له: يا عبد الله بن قيس، أترد الفرات عن أمواجه دع عنك ما لست تدركه، ثم قرأ ﴿ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا...﴾ (1) الآيتين، ثم نادى سيروا إلى أمير المؤمنين وصراط سيد المرسلين، وانفروا إليه أجمعين وقام الحسن بن علي عليه السلام، فقال أيها الناس، أجيبوا دعوة إمامكم، وسيروا إلى إخوانكم، فإنه سيوجد لهذا الامر من ينفر إليه، والله لان يليه أولو النهى أمثل في العاجلة، وخير في العاقبة، فأجيبوا دعوتنا، وأعينونا على أمرنا، أصلحكم الله.
وقام عبد خير فقال يا أبا موسى، أخبرني عن هذين الرجلين، ألم يبايعا عليا قال:
بلى قال: أفأحدث على حدثا يحل به نقض بيعته قال: لا أدرى، قال: لا دريت ولا أتيت إذا كنت لا تدرى فنحن تاركوك حتى تدرى أخبرني هل تعلم أحدا خارجا عن هذه الفرق الأربع: على بظهر الكوفة، وطلحة والزبير بالبصرة، ومعاوية بالشام، وفرقة رابعة بالحجاز قعود لا يجبى بهم فئ، ولا يقاتل بهم عدو فقال أبو موسى أولئك خير الناس، قال: عبد خير أسكت يا أبا موسى، فقد غلب عليك غشك (2).
قال أبو جعفر: وأتت الاخبار عليا عليه السلام باختلاف الناس بالكوفة، فقال للأشتر أنت شفعت في أبى موسى أن أقره على الكوفة، فاذهب فأصلح ما أفسدت،