وروى أن النبي صلى الله عليه وآله، قال: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام)، وأصحابنا يحملون لفظة النساء في هذا الخبر على زوجاته، لان فاطمة عليه السلام عندهم أفضل منها، لقوله صلى الله عليه وآله (إنها سيدة نساء العالمين).
وقذفت بصفوان بن المعطل السلمي في سنة ست، منصرف رسول الله صلى الله عليه وآله من غزاة بنى المصطلق - وكانت معه - فقال فيها أهل الإفك ما قالوا، ونزل القرآن ببراءتها.
وقوم من الشيعة زعموا أن الآيات التي في سورة النور لم تنزل فيها، وإنما أنزلت في مارية القبطية، وما قذفت به مع الأسود القبطي، وجحدهم لإنزال ذلك في عائشة جحد لما يعلم ضرورة من الأخبار المتواترة. ثم كان من أمرها وأمر حفصة وما جرى لهما مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الامر الذي أسره على إحداهما ما قد نطق الكتاب العزيز به. واعتزل رسول الله صلى الله عليه وآله نساءه كلهن، واعتزلهما معهن ثم صالحهن، وطلق حفصة ثم راجعها، وجرت بين عائشة وفاطمة إبلاغات، وحديث يوغر الصدور، فتولد بين عائشة وبين علي عليه السلام نوع ضغينة، وانضم إلى ذلك إشارته على رسول الله صلى الله عليه وآله في قصة الإفك بضرب الجارية وتقريرها وقوله (إن النساء كثير).
ثم جرى حديث صلاة أبى بكر بالناس، فتزعم الشيعة أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يأمر بذلك، وإنه إنما صلى بالناس عن أمر عائشة ابنته، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله خرج متحاملا وهو مثقل، فنحاه عن المحراب. وزعم معظم المحدثين أن ذلك كان عن أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وقوله، ثم اختلفوا، فمنهم من قال:
نحاه وصلى هو بالناس، ومنهم من قال: بل ائتم بأبي بكر كسائر الناس، ومنهم