شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ١٨
بنى سعد بن ثعلبة، يدعى مرة، فقال من هؤلاء قيل هذا أمير المؤمنين، فقال سفرة قانية، فيها دماء من نفوس فانية. فسمعها علي عليه السلام فدعاه، فقال ما اسمك قال: مرة، قال: أمر الله عيشك أ كاهن سائر اليوم قال: بل عائف، فخلى سبيله.
ونزل بفيد فاتته أسد وطئ، فعرضوا عليه أنفسهم، فقال الزموا قراركم، ففي المهاجرين كفاية.
وقدم رجل من الكوفة فيدا، فأتى عليا عليه السلام، فقال له من الرجل قال عامر بن مطرف، قال الليثي: قال الشيباني، قال: أخبرني عما وراءك قال:
إن أردت الصلح فأبو موسى صاحبك، وإن أردت القتال فأبو موسى ليس لك بصاحب.
فقال عليه السلام ما أريد إلا الصلح إلا أن يرد علينا (1).
قال أبو جعفر: وقدم عليه عثمان بن حنيف، وقد نتف طلحة والزبير شعر رأسه ولحيته وحاجبيه، فقال يا أمير المؤمنين، بعثتني ذا لحية، وجئتك أمرد، فقال أصبت خيرا وأجرا. ثم قال: أيها الناس، إن طلحة والزبير بايعاني، ثم نكثاني بيعتي، وألبا على الناس، ومن العجب انقيادهما لأبي بكر وعمر وخلافهما على، والله إنهما ليعلمان إني لست بدونهما (2). اللهم فاحلل ما عقدا، ولا تبرم ما قد أحكما في أنفسهما، وأرهما المساءة فيما قد عملا (3).
قال أبو جعفر: وعاد محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر إلى علي عليه السلام، فلقياه وقد انتهى إلى ذي قار، فأخبراه الخبر، فقال علي عليه السلام لعبد الله بن العباس:
إذهب أنت إلى الكوفة، فادع أبا موسى إلى الطاعة، وحذره من العصيان والخلاف، واستنفر الناس. فذهب عبد الله بن عباس حتى قدم الكوفة، فلقى أبا موسى، واجتمع الرؤساء من أهل الكوفة، فقام أبو موسى فخطبهم، وقال: إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله صحبوه في مواطن كثيرة، فهم أعلم بالله ممن لم يصحبه، وإن لكم على حقا،

(١) تاريخ الطبري ١: ٣١٤١ - ٣١٤٣.
(٢) الطبري: (بدون رجل).
(٣) تاريخ الطبري ١: ٣١٤٣، 3144.
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213