شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ١٦
إنما نهاك وحدك، وحذرك من الدخول في الفتنة. ثم قال: له أعطني يدك على ما سمعت فمد إليه يده، فقال له عمار غلب الله من غالبه وجاهده ثم جذبه فنزل عن المنبر.
* * * وروى محمد بن جرير الطبري في التاريخ قال: لما أتى عليا عليه السلام الخبر وهو بالمدينة بأمر عائشة وطلحة والزبير، وأنهم قد توجهوا نحو العراق، خرج يبادر (1)، وهو يرجو أن يدركهم ويردهم، فلما انتهى إلى الربذة أتاه عنهم أنهم قد أمعنوا، فأقام بالربذة أياما، وأتاه عنهم انهم يريدون البصرة، فسر بذلك وقال: إن أهل الكوفة أشد لي حبا، وفيهم رؤساء العرب وأعلامهم. فكتب إليهم انى قد اخترتكم على الأمصار، وإني بالأثر (2).
* * * قال أبو جعفر محمد بن جرير رحمه الله: كتب علي عليه السلام من الربذة إلى أهل الكوفة أما بعد، فإني قد اخترتكم، وآثرت النزول بين أظهركم، لما أعرف من مودتكم وحبكم لله ورسوله، فمن جاءني ونصرني فقد أجاب الحق، وقضى الذي عليه.
قال أبو جعفر: فأول من بعثه علي عليه السلام من الربذة إلى الكوفة محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر، فجاء أهل الكوفة إلى أبى موسى، وهو الأمير عليهم ليستشيروه (3) في الخروج إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال لهم أما سبيل الآخرة فأن تقعدوا، وأما سبيل الدنيا فان تخرجوا.
وبلغ المحمدين قول أبى موسى الأشعري، فأتياه وأغلظا له، فأغلظ لهما، وقال:

(١) تاريخ الطبري: (يبادرهم).
(٢) تاريخ الطبري ١: ٣١٠٦ (طبعة أوروبا).
(3) ب: (يستشيرونه).
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213