إنما نهاك وحدك، وحذرك من الدخول في الفتنة. ثم قال: له أعطني يدك على ما سمعت فمد إليه يده، فقال له عمار غلب الله من غالبه وجاهده ثم جذبه فنزل عن المنبر.
* * * وروى محمد بن جرير الطبري في التاريخ قال: لما أتى عليا عليه السلام الخبر وهو بالمدينة بأمر عائشة وطلحة والزبير، وأنهم قد توجهوا نحو العراق، خرج يبادر (1)، وهو يرجو أن يدركهم ويردهم، فلما انتهى إلى الربذة أتاه عنهم أنهم قد أمعنوا، فأقام بالربذة أياما، وأتاه عنهم انهم يريدون البصرة، فسر بذلك وقال: إن أهل الكوفة أشد لي حبا، وفيهم رؤساء العرب وأعلامهم. فكتب إليهم انى قد اخترتكم على الأمصار، وإني بالأثر (2).
* * * قال أبو جعفر محمد بن جرير رحمه الله: كتب علي عليه السلام من الربذة إلى أهل الكوفة أما بعد، فإني قد اخترتكم، وآثرت النزول بين أظهركم، لما أعرف من مودتكم وحبكم لله ورسوله، فمن جاءني ونصرني فقد أجاب الحق، وقضى الذي عليه.
قال أبو جعفر: فأول من بعثه علي عليه السلام من الربذة إلى الكوفة محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر، فجاء أهل الكوفة إلى أبى موسى، وهو الأمير عليهم ليستشيروه (3) في الخروج إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال لهم أما سبيل الآخرة فأن تقعدوا، وأما سبيل الدنيا فان تخرجوا.
وبلغ المحمدين قول أبى موسى الأشعري، فأتياه وأغلظا له، فأغلظ لهما، وقال: