شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ١٦١
يا رسول الله يوم بدر قال: أما إنه رأى جبريل يوزع الملائكة قال: وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال يومئذ: (هذا جبرائيل يسوق بريح، كأنه دحية الكلبي، إني نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور) (1).
قال الواقدي: وكان عبد الرحمن بن عوف يقول رأيت يوم بدر رجلين، أحدهما عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم، والاخر عن يساره، يقاتلان أشد القتال، ثم ثلثهما ثالث من خلفه، ثم ربعهما رابع أمامه (2).
قال: وقد روى سعد بن أبي وقاص مثل ذلك، قال: رأيت رجلين يوم بدر، يقاتلان عن النبي صلى الله عليه وسلم، أحدهما عن يمينه، والاخر عن يساره، وإني لأراه ينظر إلى ذا مرة، وإلى ذا مرة، سرورا بما فتحه (3) الله تعالى (4).
قال الواقدي: وحدثني إسحاق بن يحيى، عن حمزة بن صهيب، عن أبيه، قال:
ما أدرى كم يد مقطوعة وضربة جائفة لم يدم كلمها يوم بدر، قد رأيتها (5).
قال الواقدي: وروى أبو بردة بن نيار، قال: جئت يوم بدر بثلاثة رؤوس فوضعتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت يا رسول الله، أما اثنان فقتلتهما وأما الثالث فإني رأيت رجلا طويلا أبيض ضربه فتدهده (6) أمامه، فأخذت رأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذاك فلان من الملائكة (7)).
قال الواقدي: وكان ابن عباس رحمه الله، يقول: لم تقاتل الملائكة الا يوم بدر (7).

(1) مغازي الواقدي 72.
(2) مغازي الواقدي 73.
(3) الواقدي: (ظفره الله).
(4) مغازي الواقدي 73.
(5) مغازي الواقدي 73.
(6) تدهده: تدحرج، وفي الواقدي (تدهدي).
(7) مغازي الواقدي 73.
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست