والله ليشردنكم في أطراف الأرض حتى لا يبقى منكم الا قليل، كالكحل في العين، فلا تزالون كذلك حتى تؤوب إلى العرب عوازب أحلامها.
فالزموا السنن القائمة، والآثار البينة، والعهد القريب الذي عليه باقي النبوة واعلموا أن الشيطان إنما يسني لكم طرقه لتتبعوا عقبه.
* * * الشرح:
هذا إخبار عن عبد الملك بن مروان وظهوره بالشام وملكه بعد ذلك العراق، وما قتل من العرب فيها أيام عبد الرحمن بن الأشعث، وقتله أيام مصعب بن الزبير.
ونعق الرعى بغنمه، بالعين المهملة، ونغق الغراب بالغين المعجمة. وفحص براياته هاهنا: مفعول محذوف تقديره، وفحص الناس براياته، أي نحاهم وقلبهم يمينا وشمالا.
وكوفان: اسم الكوفة. وضواحيها: ما قرب منها من القرى. والضروس: الناقة السيئة الخلق تعض حالبها، قال بشر بن أبي خازم:
عطفنا لهم عطف الضروس من الملا * بشهباء لا يمشى الضراء رقيبها (1) وقوله: " وفرش الأرض بالرؤوس ": غطاها بها كما يغطى المكان بالفراش.
وفغرت فاغرته، كأنه يقول: فتح فاه، والكلام استعارة، وفغر " فعل " يتعدى ولا يتعدى. وثقلت في الأرض وطأته، كناية عن الجور والظلم.
بعيد الجولة: استعارة أيضا، والمعنى أن تطواف خيوله وجيوشه في البلاد، أو جولان رجاله في الحرب على الاقران طويل جدا لا يتعقبه السكون إلا نادرا.
وبعيد منصوب على الحال، وإضافته غير محضة.