شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٩ - الصفحة ٤١
الأصل:
منها:
حتى تقوم الحرب بكم على ساق، باديا نواجذها، مملوءة أخلافها، حلوا رضاعها، علقما عاقبتها.
ألا وفى غد - وسيأتي غد بما لا تعرفون - يأخذ الوالي من غيرها عمالها على مساوئ أعمالها، وتخرج له الأرض أفاليذ كبدها، وتلقى إليه سلما مقاليدها، فيريكم كيف عدل السيرة، ويحيى ميت الكتاب والسنة.
* * * الشرح:
الساق: الشدة، ومنه قوله تعالى: " يوم يكشف عن ساق " (1).
والنواجذ: أقصى الأضراس، والكلام كناية عن بلوغ الحرب غايتها، كما أن غاية الضحك أن تبدو النواجذ.
وكذلك قوله: " مملوءة أخلافها "، والأخلاف للناقة حلمات الضرع، واحدها خلف وقوله: " حلوا رضاعها، علقما عاقبتها " قد أخذه الشاعر، فقال:
الحرب أول ما تكون فتية * تسعى بزينتها لكل جهول (2) حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها (3) * عادت عجوزا غير ذات حليل شمطاء جزت رأسها وتنكرت * مكروهة للشم والتقبيل

(١) سورة القلم ٤٢.
(2) تنسب إلى امرئ القيس، وهي في ديوانه 353، من زيادات نسخة ابن النحاس.
(3) الديوان: " حتى إذا استعرت ".
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست