شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٩ - الصفحة ٣١٨
هذا وقتالكما، أشئ أمركما به رسول الله صلى الله عليه وآله، أم رأى رأيتماه؟ فأما طلحة فسكت وجعل ينكت في الأرض، وأما الزبير فقال: ويحك! حدثنا أن هاهنا دراهم كثيرة فجئنا لنأخذ منها.
وجعل قاضى القضاة هذا الخبر حجة في أن طلحة تاب، وأن الزبير لم يكن مصرا على الحرب، والاحتجاج بهذا الخبر على هذا المعنى ضعيف، وإن صح هو وما قبله، إنه لدليل على حمق شديد، وضعف عظيم، ونقص ظاهر. وليت شعري ما الذي أحوجهما إلى هذا القول! وإذا كان هذا في أنفسهما، فهلا كتماه!
* * * ثم نعود إلى خبرهما: قال أبو مخنف: فلما أقبل طلحة والزبير من المربد، يريدان عثمان بن حنيف، فوجداه وأصحابه قد أخذوا بأفواه السكك، فمضوا حتى انتهوا إلى موضع الدباغين، فاستقبلهم أصحاب ابن حنيف، فشجرهم (1) طلحة والزبير وأصحابهما بالرماح فحمل عليهم حكيم بن جبلة، فلم يزل هو وأصحابه يقاتلونهم حتى أخرجوهم من جميع السكك ورماهم النساء من فوق البيوت بالحجارة، فأخذوا إلى مقبرة بنى مازن، فوقفوا بها مليا حتى ثابت إليهم خيلهم ثم أخذوا على مسناة البصرة، حتى انتهوا إلى الرابوقة ثم أتوا سبخة دار الرزق، فنزلوها.
قال: وأتاهما عبد الله بن حكيم التميمي لما نزلا السبخة بكتب كانا كتباها إليه، فقال لطلحة: يا أبا محمد، أما هذا كتبك إلينا؟ قال: بلى، قال: فكتبت أمس تدعونا إلى خلع عثمان وقتله، حتى إذا قتلته، أتيتنا ثائرا بدمه! فلعمري ما هذا رأيك، لا تريد إلا هذه الدنيا. مهلا! إذا كان هذا رأيك فلم قبلت من على ما عرض عليك من البيعة،

(1) شجره بالرمح: طعنه.
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر أطراف مما شجر بين علي وعثمان في أثناء خلافته 3
2 فصل فيما شجر بين عثمان وابن عباس من الكلام في حضرة علي 18
3 أسباب المنافسة بين علي وعثمان 24
4 136 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته 31
5 137 - من كلام له عليه السلام في شأن طلحة والزبير 33
6 138 - من خطبة له عليه السلام يومىء فيها إلى ذكر الملاحم 40
7 فصل في الاعتراض وإيراد مثل منه 42
8 139 - من كلام له عليه السلام في وقت الشورى 49
9 من أخبار يوم الشورى وتولية عثمان 49
10 140 - من كلام له عليه السلام في النهى عن غيبة الناس 59
11 أقوال مأثورة في ذم الغيبة والاستماع إلى المغتابين 60
12 حكم الغيبة في الدين 66
13 فصل في الأسباب الباعثة على الغيبة 69
14 طريق التوبة من الغيبة 71
15 141 - من كلامه له عليه السلام في النهى عن التسرع بسوء الظن 72
16 142 - من كلامه له عليه السلام في أمر من وضع المعروف عند غير أهله 74
17 143 - من خطبة له عليه السلام في الاستسقاء 76
18 الثواب والعقاب عند المسلمين وأهل الكتاب 79
19 144 - من خطبة له عليه السلام في بعثة الأنبياء ثم استطراد إلى وصف بني هاشم 84
20 اختلاف الفرق الإسلامية في كون الأئمة من قريش 87
21 145 - من خطبة له عليه السلام في الزهد، وذكر البدع والسنن 91
22 146 - من كلام له عليه السلام وقد استشاره عمر في الشخوص لقتال الفرس بنفسه 95
23 يوم القادسية 96
24 يوم نهاوند 99
25 147 - من خطبة له في هدى الناس ببعثة الرسول عليه السلام، ذكر من انحرف عن القرآن، وفيها نبه الناس إلى مواطن الرشد والغي 103
26 148 - من كلام له عليه السلام في ذكر أهل البصرة 109
27 من أخبار يوم الجمل 111
28 مقتل طلحة والزبير 113
29 149 - من كلامه له عليه السلام قبل موته 116
30 150 - من خطبة له عليه السلام ويوميء فيها إلى الملاحم 126
31 151 - من خطبة له عليه السلام في التحذير من الفتن وغيرها مما يهلك 137
32 152 - من خطبة له في تمجيد الله وتعظيمه 147
33 أبحاث كلامية 147
34 عقيدة علي في عثمان ورأي المعتزلة في ذلك 153
35 153 - من خطبة له عليه السلام في تحذير الناس من الغفلة 157
36 154 - من خطبة له عليه السلام في وصف الداعي ووصف أهل البيت وذكر لزوم العمل بالعلم والعلم بالعمل 164
37 155 - ومن خطبة له عليه السلام يذكر فيها بديع خلقة الخفاش 181
38 فصل في ذكر بعض غرائب الطيور وما فيها من عجائب 183
39 156 - من كلام له عليه السلام خاطب به أهل البصرة على جهة اقتصاص الملاحم 189
40 فصل في ترجمة عائشة وذكر طرف من أخبارها 190
41 157 - ومن كلام له عليه السلام حينما قام إليه رجل وسأله عن الفتنة 205
42 158 - من خطبة له عليه السلام في وصف الدهر والتحفظ منه، وفيها جملة وصايا 209
43 159 - ومن خطبة له في حال الناس قبل البعثة وبعدها 217
44 160 - من خطبة له عليه السلام في وصف حاله مع أصحابه 221
45 161 - من خطبة له عليه السلام في تعظيم الله، وفيها ذكر شخص يزعم أنه يرجو الله وهو لا يعمل لرجائه، وفيها حث على الاقتداء بالأنبياء 223
46 162 - ومن خطبة له عليه السلام، ذكر فيها الرسول عليه السلام وشرف أسرته 237
47 163 - من كلام له عليه السلام لبعض أصحابه وقد سأله: كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به؟ 241
48 حديث عن امرئ القيس 244
49 164 - من خطبة له عليه السلام في تنزيه الله وتذكير الإنسان بهديه له في سبيل معيشته 252
50 مباحث كلامية 253
51 165 - من كلام قاله عليه السلام لعثمان بن عفان، لما اجتمع عليه الناس وسألوه مخاطبته عنهم 261
52 166 - من خطبة له يذكر فيها عجيب خلقة الطاوس، وفيها وصف الجنة 266
53 167 - من خطبة له عليه السلام، يوصى فيها بمكارم الأخلاق، ويوعد بني أمية 282
54 168 - من خطبة له عليه السلام في أول خلافته، وفيها حث على اتباع القرآن، وتأدية الفرائض 288
55 169 - من كلام له عليه السلام بعدما بويع له بالخلافة، وقد قال له قوم من الصحابة لو عاقبت قوما ممن أجلب على عثمان! 291
56 موقف على من قتلة عثمان 293
57 170 - من خطبة له عليه السلام عند مسير أصحاب الجمل إلى البصرة 295
58 171 - من كلام له عليه السلام لرجل من أهل البصرة وقد أرسله قومه ليعلم حقيقة حاله مع أصحاب الجمل 299
59 172 - من كلام له عليه السلام لما عزم على لقاء القوم بصفين 301
60 173 - من خطبة له عليه السلام، وفيها ذكر أصحاب الجمل 304
61 ذكر يوم الجمل ومسير عائشة إلى القتال 310
62 منافرة بين ولدي علي وطلحة 323
63 منافرة بين عبد الله بن الزبير وعبد الله بن العباس 324
64 174 - من خطبة له عليه السلام، فيمن هو أحق بالخلافة، وفيمن يجب قتاله، وفيها ذم للدنيا وتزهيد فيها 328