والكثرة كتلك الاخبار، والوجه أن يقال في الاعتذار عن عثمان وحسن الظن بفعله: إنه خاف الفتنة واختلاف كلمة المسلمين، فغلب على ظنه أن إخراج أبي ذر إلى الربذة أحسم للشغب، وأقطع لأطماع من يشرئب إلى شق العصا، فأخرجه مراعاة للمصلحة، ومثل ذلك يجوز للامام. هكذا يقول أصحابنا المعتزلة، وهو الأليق بمكارم الأخلاق، فقد قال الشاعر:
إذا ما أتت من صاحب لك زلة * فكن أنت محتالا لزلته عذرا وإنما يتأول أصابنا لمن يحتمل حاله التأويل كعثمان، فأما من لم يحتمل حاله التأويل، وإن كانت له صحبة سالفا كمعاوية وأضرابه، فإنهم لا يتأولون لهم إذا كانت أفعالهم وأحوالهم لا وجه لتأويلها، ولا تقبل العلاج والاصلاح.