شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٨٠
فتلقاه ابناه أبو العباس وهارون في طريقه، وسلما عليه، وسارا بسيره، حتى ورد بهم المبارك وذلك يوم السبت للنصف من رجب سنة: سبع وستين.
قال أبو جعفر: فأما نصير ولزيرك، فقد كانا اجتمعا بدجلة العوراء، وانحدرا حتى وافيا الأبلة بسفنهما وشذاهما، فاستأمن إليهما رجل من أصحاب الناجم، فأعلمهما أنه قد أنفذ عددا كثيرا من السميريات والزواريق مشحونة بالزنج، يرأسهم قائد من قواده يقال له محمد بن إبراهيم، ويكنى أبا عيسى.
قال أبو جعفر ومحمد بن إبراهيم هذا، رجل من أهل البصرة، جاء به إلى الناجم صاحب شرطته المعروف بيسار واستصلحه لكتابته فكان يكتب له حتى مات (1) وقد كانت ارتفعت حال أحمد بن مهدي الجبائي عند الناجم، وولاه أكثر أعماله، فضم محمد بن إبراهيم هذا إليه، فكان كاتبه، فلما قتل الجبائي في وقعة سليمان الشعراني طمع محمد بن إبراهيم هذا في مرتبته، وأن يحله الناجم محله، فنبذ القلم، والدواة ولبس آلة الحرب، وتجرد للقتال، فأنهضه الناجم في هذا الجيش، وأمره بالاعتراض في دجلة لمدافعة من يردها من الجيوش، فكان (2) يدخله أحيانا، وأحيانا يأتي بالجمع الذي معه إلى النهر المعروف بنهر يزيد، وكان معه في ذلك الجيش من قواد الزنج شبل بن سالم وعمرو المعروف بغلام بوذي (3) وأخلاط من السودان وغيرهم، فاستأمن رجل منهم كان في ذلك الجيش إلى لزيرك ونصير، وأخبرهما خبره، وأعلمهما أنه على القصد لسواد عسكر نصير، وكان نصير يومئذ معسكرا بنهر المرأة، وإنهم على أن يسلكوا الأنهار المعترضة على نهر معقل، وبثق

(1) الطبري: " فكان يكتب ليسار على ما يلي حتى مات ".
(2) الطبري: " فكان في دجلة أحيانا ".
(3) كذا في الطبري.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303