شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٧٦
زيرك في المقام بطهيثا في جمع كثير من العسكر، ليتراجع إليها الذين كان سليمان أجلاهم عنها من أهلها، فلما أحكم ما أراد إحكامه، تراجع بعسكره مزمعا على التوجه إلى الأهواز ليصلحها، وقد كان قدم أمامه ابنه أبا العباس، وقد تقدم ذكر علي بن أبان المهلبي، وكونه استولى على معظم كور الأهواز، ودوخ جيوش السلطان هناك، وأوقع بهم، وغلب على معظم تلك النواحي والأعمال.
فلما تراجع أبو أحمد وافى بردودا، فأقام بها أياما، وأمر بإعداد ما يحتاج إليه للمسير على الظهر إلى الأهواز، وقدم أمامه من يصلح الطرق والمنازل، ويعد فيها الميرة للجيوش التي معه، ووافاه قبل أن يرحل عن واسط زيرك منصرفا عن طهيثا، بعد أن تراجع إلى النواحي التي كان بها الزنج أهلها، وخلفهم آمنين، فأمره أبو أحمد بالاستعداد والانحدار في الشذا والسميريات في نخبة عسكره وأنجادهم، فيصير بهم إلى دجلة العوراء، فتجتمع يده ويد نصير صاحب الماء على نقض دجلة، واتباع المنهزمين من الزنج والإيقاع بكل من لقوا من أصحاب سليمان إلى أن ينتهى بهم المسير إلى مدينة الناجم بنهر أبى الخصيب، فإن رأوا موضع حرب حاربوه في مدينته، وكتبوا بما يكون منهم إلى أبى أحمد، ليرد عليهم من أمره ما يعملون بحسبه.
واستخلف أبو أحمد على من خلفه من عسكره بواسط ابنه هارون، وأزمع على الشخوص في خف من رجاله وأصحابه، ففعل ذلك، بعد أن تقدم إلى ابنه هارون في أن يحذر الجيش الذي خلفه معه في السفن إلى مستقره بدجلة، إذا وافاه كتابه بذلك. وارتحل شاخصا من واسط إلي الأهواز وكورها، فنزل باذبين إلى الطيب، إلي قرقوب إلى وادي السوس، وقد كان عقد له عليه جسر فأقام به من أول النهار إلى وقت الظهر، حتى عبر عسكره أجمع، ثم سار حتى وافى السوس فنزلها، وقد كان أمر مسرورا البلخي وهو عامله على الأهواز بالقدوم، عليه فوافاهم في جيشه وقواده من غد اليوم الذي نزل فيه السوس،
(١٧٦)
مفاتيح البحث: الحرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303