شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٧٨
لما انتهى عنه إليهم من عفوه عمن ظفر به من أصحاب الناجم. وكان الذي دعا الناجم إلى أمر المهلبي وبهبوذ بسرعة المصير إليه، خوفه موافاة أبى أحمد بجيوشه إليه، على الحالة التي الزنج عليها من الوجل وشدة الرعب، مع انقطاع المهلبي، وبهبوذ فيمن كان معهما عنه.
ولم يكن الامر كما قدر فإن أبا أحمد إنما كان قاصدا إلى الأهواز، فلو أقام المهلبي بالأهواز وبهبوذ بمكانه في جيوشهما، لكان أقرب إلى دفاع جيش أبى أحمد عن الأهواز، وأحفظ للأموال والغلات التي تركت بعد أن كانت اليد قابضة عليها.
* * * قال أبو جعفر: وأقام أبو أحمد حتى أحرز الأموال التي كان المهلبي وبهبوذ وخلفاؤهما تركوها، وفتحت السكور التي كان الناجم أحدثها في دجلة، وأصلحت له طرقه ومسالكه، ورحل أبو أحمد عن السوس إلى جندي سابور، فأقام بها ثلاثا، وقد كانت الأعلاف ضاقت على أهل العسكر، فوجه في طلبها وحملها، ورحل عن جندي سابور إلى تستر، فأقام بها لجباية الأموال من كور الأهواز، وأنفذ إلى كل كورة قائدا ليروج بذلك حمل المال، ووجه أحمد بن أبي الأصبغ إلى محمد بن عبد الله الكردي صاحب رامهرمز وما يليها من القلاع والأعمال، وقد كان مالا المهلبي، وحمل إلى الناجم أموالا كثيرة وأمره بإيناسه وإعلامه ما عليه رأيه في العفو عنه، والتغمد لزلته، وأن يتقدم إليه في حمل الأموال والمسير إلى سوق الأهواز، بجميع من معه من الموالي والغلمان والجند، ليعرضهم ويأمر بإعطائهم الأرزاق وينهضهم معه لحرب الناجم، ففعل وأحضرهم، وعرضوا رجلا رجلا، وأعطوا ثم رحل إلى عسكر مكرم، فجعله منزله أياما، ثم رحل منه فوافى الأهواز وهو يرى أنه قد تقدمه إليها من الميرة ما يحمل عساكره، فلم يكن كذلك، وغلظ الامر في ذلك اليوم، واضطرب الناس اضطرابا شديدا، فأقام ثلاثة أيام ينتظر ورود الميرة، فلم ترد فساءت أحوال الناس وكاد ذلك يفرق جماعتهم، فبحث عن السبب المؤخر لورودها
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303