شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٥٨
ثم حمل يحيى إلى أبى أحمد فحمله أبو أحمد إلى المعتمد، فأدخل إلى سامراء راكب جمل، والناس مجتمعون ينظرونه، ثم أمر المعتمد ببناء دكة عالية بحضرة مجرى الحلية، فبنيت، ورفع للناس عليها حتى أبصره الخلائق كافة، ثم ضرب (1 بين يدي المعتمد وقد جلس له مائتي سوط بثمارها 1)، ثم قطعت يداه ورجلاه من خلاف، [ثم خبط بالسيوف] ثم ذبح وأحرق.
* * * قال أبو جعفر: فحدثني محمد بن الحسن، قال: لما قتل يحيى البحراني، فانتهى خبره إلى صاحب الزنج، قال لأصحابه لما عظم على قتله، واشتد اهتمامي به، خوطبت فقيل لي:
قتله خير لك! إنه كان شرها. ثم أقبل على جماعة أنا فيهم، فقال: من شرهه أنا غنمنا غنيمة من بعض ما كنا نغنمه (2)، وكان فيها عقدان، فوقعا في يد يحيى، فأخفى عنى أعظمهما خطرا، وعرض على أخسهما، ثم استوهبه فوهبته له، فرفع إلى العقد الذي أخفاه حتى رأيته فدعوته فقلت: أحضر لي العقد الذي أخفيته، فأتاني بالعقد الذي وهبته له، وجحد أن يكون أخذ غيره، فرفع إلى العقد ثانية، فجعلت أصفه له وأنا أراه وهو لا يراه، فبهت وذهب، فأتاني، ثم استوهبنيه فوهبته له، وأمرته بالاستغفار.
قال أبو جعفر: وذكر محمد بن الحسن، أن محمد بن سمعان حدثه أن صاحب الزنج، قال في بعض أيامه: لقد عرضت على النبوة فأبيتها. فقيل له: ولم ذاك؟ قال: إن لها أعباء خفت ألا أطيق حملها.

(1 - 1) الطبري: " ثم رفع للناس حتى أبصروه، فضرب بالسياط، وذكر أنه دخل سامرا يوم الأربعاء لتسع خلون من رجب على جمل، وجلس المعتمد من غير ذلك اليوم، وذلك يوم الخميس، فضرب بين يديه مائة سوط بثمارها ".
(2) الطبري: " نصيبه ".
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303