شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٦٠
لحرب يعقوب بن الليث الصفار أمير خراسان، فاستخلف على حرب الناجم محمد المولد، وأما الناجم فإنه لم يعلم خبر الحريق الذي وقع في عسكر أبى أحمد، حتى ورد عليه رجلان من أهل عبادان، فأخبراه، فأظهر أن ذلك من صنع الله تعالى له ونصره على أعدائه، وأنه دعا الله على أبى أحمد وجيشه، فنزلت نار من السماء فأحرقتهم.
وعاد إلى العبث، واشتد طغيانه وعتوه، وأنهض علي بن أبان المهلبي، وضم إليه أكثر الجيش، وجعل على مقدمته سليمان بن جامع، وأضاف إليه الجيش الذي كان مع يحيى بن محمد البحراني وسليمان بن موسى الشعراني، وأمرهم بأن يقصدوا الأهواز وبها حينئذ صفجور (1) التركي، ومعه نيزك القائد، فالتقى العسكران بصحراء تعرف بدشت ميسان (2)، واقتتلوا، فظهرت (3) الزنج، وقتل نيزك في كثير من أصحابه، وغرق أصغجون التركي، وأسر كثير من قواد السلطان، منهم الحسن بن هرثمة المعروف بالشاري (4)، والحسن بن جعفر. وكتب علي بن أبان بالخبر إلى الناجم، وحمل إليه أعلاما ورؤوسا كثيرة وأسرى، ودخل علي بن أبان الأهواز، وأقام بها بزنوجه يعيث وينهب القرى والسواد، إلى أن ندب المعتمد على الله موسى بن بغا لحربه، فشخص عن سامرا، في ذي القعدة من هذه السنة، وشيعه المعتمد بنفسه إلى خلف الحائطين. وخلع عليه هنالك فقدم أمامه عبد الرحمن بن مفلح إلى الأهواز وإسحاق بن كنداخ إلى البصرة، وإبراهيم بن سيما إلى الباذاورد.
قال أبو جعفر: فلما ورد عبد الرحمن بن مفلح على الأهواز أناخ بقنطرة أريق (5) عشرة أيام، ثم مضى إلى علي بن أبان المهلبي فواقعه فهزمه علي بن أبان، فانصرف فاستعد

(1) في الطبري: " أصغجون ".
(2) الطبري: " رستادان ".
(3) الطبري: " فكانت الدبرة يومئذ على أصغجون ".
(4) الطبري: " الشار ".
(5) الطبري: " أربك ".
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303