وأنا فتى، وربما لم أصب فيما أحكم به بينهم، فقال له: " اذهب فإن الله سيثبت قلبك ويهدى لسانك ".
وجاء في تفسير قوله تعالى: ﴿وتعيها أذن واعية﴾ (1): سألت الله أن يجعلها أذنك ففعل. وجاء في تفسير قوله تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) (2) أنها أنزلت في علي عليه السلام، وما خص به من العلم. وجاء في تفسير قوله تعالى: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) (3): أن الشاهد علي عليه السلام.
وروى المحدثون أنه قال لفاطمة: " زوجتك أقدمهم سلما، وأعظمهم حلما، وأعلمهم علما ". وروى المحدثون أيضا عنه عليه السلام أنه قال: " من أراد أن ينظر إلى نوح في عزمه، وموسى في علمه، وعيسى في ورعه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب ".
وبالجملة فحاله في العلم حال رفيعة جدا لم يلحقه أحد فيها ولا قاربه، وحق له أن يصف نفسه بأنه معادن العلم وينابيع الحكم، فلا أحد أحق بها منه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.
فإن قلت: كيف قال: " عدونا ومبغضنا ينتظر السطوة "، ونحن نشاهد أعداءه ومبغضيه، لا ينتظرونها!
قلت: لما كانت منتظرة لهم ومعلوما بيقين حلولها بهم، صاروا كالمنتظرين لها. وأيضا فإنهم ينتظرون الموت لا محالة الذي كل إنسان ينتظره، ولما كان الموت مقدمة العقاب وطريقا إليه جعل انتظاره انتظار ما يكون بعده.