فأما الغراب، فيقال: نغق، بالغين المعجمة ينغق بالكسر أيضا، وحكى ابن كيسان " نعق الغراب " أيضا بعين غير معجمة.
والركاب: الإبل، واحدتها راحلة، ولا واحد لها من لفظها، وجمعها ركب، مثل كتاب وكتب. ويقال: زيت ركابي، لأنه يحمل من الشام عليها.
والمناخ، بضم الميم، ومحط بفتحها، يجوز أن يكونا مصدرين، وأن يكونا مكانين، أما كون المناخ مصدرا، فلأنه كالمقام الذي بمعنى الإقامة، وأما كون المحط مصدرا فلأنه كالمرد في قوله سبحانه: ﴿وأن مردنا إلى الله﴾ (1)، وأما كونهما موضعين فلان المناخ، من أنخت الجمل، لا من ناخ الجمل، لأنه لم يأت، والفعل إذا جاوز الثلاثة فالموضع منه يأتي مضموم الميم، لأنه مشبه ببنات الأربعة، نحو، دحرج، وهذا مدحرجنا، ومن قال: هذا مقام بنى فلان، أي موضع مقامهم جعله كما جعلناه نحن، من أقام يقيم، لا من قام يقوم، وأما المحط، فإنه كالمقتل موضع القتل، يقال: مقتل الرجل بين فكيه، ويقال للأعضاء التي إذا أصيب الانسان فيها هلك: مقاتل، ووجه المماثلة كونهما مضمومي العين.
* * * [فصل في ذكر أمور غيبية، أخبر بها الامام ثم تحققت] واعلم أنه عليه السلام قد أقسم في هذا الفصل بالله الذي نفسه بيده، أنهم لا يسألونه عن أمر يحدث بينهم وبين القيامة إلا أخبرهم به، وأنه ما صح من طائفة من الناس يهتدى بها مائه وتضل بها مائة، إلا وهو مخبر لهم - إن سألوه - برعاتها، وقائدها وسائقها ومواضع نزول ركابها وخيولها، ومن يقتل منها قتلا، ومن يموت منها موتا، وهذه الدعوى ليست منه عليه عليه السلام ادعاء الربوبية، ولا ادعاء النبوة، ولكنه كان يقول: إن رسول الله صلى