شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٧ - الصفحة ١٢٧
وقد علمت صنيعته إليكم فأجاره واستوهبه من السفاح وقال له قد: علمت صنيع أبيه إلينا، فوهبه له، وقال: لا يريني وجهه، وليكن بحيث نأمنه، وكتب إلى عماله في الآفاق بقتل بنى أمية (1).
* * * فأما أبو العباس المبرد، فإنه روى في الكامل (2) هذا الشعر على غير هذا الوجه، ولم ينسبه إلى سديف، بل إلى شبل مولى بني هاشم.
قال أبو العباس: دخل شبل بن عبد الله مولى بني هاشم على عبد الله بن علي، وقد أجلس ثمانين من بنى أمية على سمط الطعام، فأنشده:
أصبح الملك ثابت الآساس * بالبهاليل من بنى العباس طلبوا وتر هاشم وشفوها * بعد ميل من الزمان وياس (3) لا تقيلن عبد شمس عثارا * واقطعن كل رقلة وأواسي (4) ذلها أظهر التودد منها * وبها منكم كحز المواسي (5) ولقد غاظني وغاظ سوائي * قربها من نمارق وكراسي أنزلوها بحيث أنزلها الله بدار الهوان والإتعاس واذكروا مصرع الحسين وزيد * وقتلا بجانب المهراس والقتيل الذي بحران أضحى * ثاويا بين غربة وتناسي نعم شبل الهراش مولاك شبل * لو نجا من حبائل الافلاس فأمر بهم عبد الله فشدخوا بالعمد، وبسطت البسط عليهم، وجلس عليها، ودعا

(1) الأغاني 4: 244 - 246 (2) الكامل 8: 134، 135 بشرح المرصفي.
(3) قال أبو العباس: يقال: " في فيك ميل علينا (بسكون الياء)، وفى الحائط ميل بفتحها ".
(4) قال أبو العباس: الأواسي: ياؤه مشددة في الأصل، وتخفيفها يجوز، ولو لم يجز في الكلام لجاز في الشعر ".
(5) مروج الذهب 3: 261 وما بعدها، مع تصرف في الرواية.
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست