أنزلوها بحيث أنزلها الله بدار الهوان والإتعاس خوفها أظهر التودد منها * وبها منكم كحز المواسي (1) أقصهم أيها الخليفة واحسم * عنك بالسيف شأفة الأرجاس واذكرن مصرع الحسين وزيد * وقتيلا بجانب المهراس (2) والقتيل الذي بحران أمسى * ثاويا بين غربة وتناس (3) فلقد ساءني وساء سوائي * قربهم من نمارق وكراسي (4) نعم كلب الهراش مولاك شبل * لو نجا من حبائل الافلاس قال: فتغير لون أبى العباس، وأخذه زمع (5) ورعدة، فالتفت بعض ولد سليمان بن عبد الملك إلى آخر فيهم كان إلى جانبه، فقال: قتلنا والله العبد! فأقبل أبو العباس عليهم، فقال: يا بنى الزواني، (6) لا أرى قتلاكم من أهلي قد سلفوا وأنتم أحياء تتلذذون في الدنيا، خذوهم، فأخذتهم الخراسانية بالكافر كوبات، فأهمدوا إلا ما كان من عبد العزيز ابن عمر بن عبد العزيز، فإنه استجار بداود بن علي، وقال إن أبى لم يكن كآبائهم،
(١٢٦)