شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٨٠
علي عليه السلام: نحن وآل أبي سفيان قوم تعادوا في الامر، والامر يعود كما بدا.
قلت: وقد ذكرنا نحن في تلخيص نقض،، السفيانية،، ما فيه كفاية في هذا الباب.
* * * وروى صاحب كتاب الغارات عن أبي صادق، عن جندب بن عبد الله، قال: ذكر المغيرة بن شعبة عند علي عليه السلام وجده مع معاوية، قال: وما المغيرة! إنما كان إسلامه لفجرة وغدرة غدرها بنفر من قومه فتك بهم، وركبها منهم، فهرب منهم، فأتى النبي صلى الله عليه وآله كالعائذ بالاسلام، والله ما رأى أحد عليه منذ ادعى الاسلام خضوعا ولا خشوعا، ألا وإنه يكون (١) من ثقيف فراعنة قبل يوم القيامة يجانبون الحق، ويسعرون نيران الحرب ويوازرون الظالمين، ألا إن ثقيفا قوم غدر، لا يوفون بعهد، يبغضون العرب كأنهم ليسوا منهم، ولرب صالح قد كان منهم. فمنهم عروة بن مسعود وأبو عبيد بن مسعود المستشهد يوم قس الناطف. وإن الصالح في ثقيف لغريب.
* * * قال شيخنا أبو القاسم البلخي: من المعلوم الذي لا ريب فيه لاشتهار الخبر به، وإطباق الناس عليه، أن الوليد بن عقبة بن أبي معيط كان يبغض عليا ويشتمه، وأنه هو الذي لاحاه في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ونابذه، وقال له: أنا أثبت منك جنانا، وأحد سنانا، فقال له علي عليه السلام: اسكت يا فاسق، فأنزل الله تعالى فيهما: ﴿أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون...﴾ (2) الآيات المتلوة، وسمى الوليد بحسب ذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله الفاسق، فكان لا يعرف إلا بالوليد الفاسق.

(١) ب: (كائن من ثقيف).
(٢) سورة السجدة ١٨.
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232