شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٢٢٠
من كل صنديد يرى بلبانه * وقع الظباة مع القنا الخطار (1) لرأى معاودة الرباع غنيمة * أزمان كان محالف الاقتار فدع الحروب لشيبها وشبابها * وعليك كل غريرة معطار (2) فبلغت أبياته الحجاج، فكتب إلى المهلب يأمره بإشخاص كعب الأشقري إليه:
فأعلم [المهلب] (3) كعبا بذلك، وأوفده إلى عبد الملك من ليلته، وكتب إليه يستوهبه منه، فقدم كعب على عبد الملك برسالة المهلب، فاستنطقه فأعجبه، وأوفده إلى الحجاج، وكتب إليه يقسم عليه أن يصفح، ويعفو عما بلغه من شعره، فلما دخل قال: إيه يا كعب!
* لرأى معاودة الرباع غنيمة * فقال: أيها الأمير، والله لوددت في بعض ما شاهدته من تلك الحروب، وما أوردناه المهلب (4) من خطرها، أن أنجو منها وأكون حجاما أو حائكا، قال: أولى لك!
لولا قسم أمير المؤمنين ما نفعك ما تقول، الحق بصاحبك، ورده إلى المهلب (5).
* * * قال أبو العباس: وكان (6) كتاب المهلب إلى الحجاج، الذي بشره فيه بالظفر والنصر:
[بسم الله الرحمن الرحيم] (7) الحمد لله الكافي بالاسلام فقد ما سواه، الحاكم بألا ينقطع المزيد من فضله حتى ينقطع الشكر من عباده، أما بعد:

(١) اللبان هنا: المصدر، والظباة: جمع ظبة، وهي حد السيف. ورمح خطار: ذو اهتزاز شديد.
(٢) امرأة معطار: اعتادت أن تتعهد نفسها بالطيب وتكثر منه.
(٣) من الأغاني.
(٤) الأغاني: (يوردناه).
(٥) الأغاني: (من وقته).
(٦) الكامل ٣: ٤٠٤ وما بعدها (طبعة نهضة مصر).
(7) من الكامل.
(٢٢٠)
مفاتيح البحث: الشكر (1)، الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232