شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٣٠
الشرح:
الحاصب: الريح الشديدة التي تثير الحصباء، وهو صغار الحصى، ويقال لها أيضا حصبه، قال لبيد:
جرت عليها إذ خوت من أهلها * أذيالها كل عصوف حصبه (1) فأما التفسيرات التي فسر بها الرضى رحمه الله تعالى قوله عليه السلام: (آبر) فيمكن أن يزاد فيها، فيقال: يجوز أن يريد بقوله: (ولا بقي منكم آبر) أي نمام يفسد ذات البين، والمئبرة: النميمة، وأبر فلان، أي نم، والآبر أيضا: من يبغي القوم الغوائل خفية، مأخوذ من أبرت الكلب إذا أطعمته الإبرة في الخبز، وفي الحديث: (المؤمن كالكلب المأبور)، ويجوز أن يكون أصله (هابر)، أي من يضرب بالسيف فيقطع، وأبدلت الهاء همزة، كما قالوا في: (آل) أهل، وإن صحت الرواية الأخرى (آثر) بالثاء بثلاث نقط، فيمكن أن يريد به ساجي باطن خف البعير، وكانوا يسجون باطن الخف بحديدة ليقتص أثره، رجل آثر وبعير مأثور.
وقوله عليه السلام: (فأوبوا شر مآب)، أي ارجعوا شر مرجع. والأعقاب: جمع عقب بكسر القاف، وهو مؤخر القدم، وهذا كله دعاء عليهم، قال لهم أولا: أصابكم حاصب، وهذا من دعاء العرب، قال تميم بن أبي مقبل:
فإذا خلت من أهلها وقطينها * فأصابها الحصباء والسفان ثم قال لهم ثانيا: (لا بقي منكم مخبر). ثم قال لهم ثالثا: (ارجعوا شر مرجع)، ثم قال لهم رابعا: (عودوا على أثر الأعقاب): وهو مأخوذ من قوله تعالى: (ونرد (2)

(1) ديوانه 355 البيت أيضا في اللسان 1: 310 (2) سورة الأنعام 71
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232