شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٠
لما ندبهم إلى الشخوص معه لحرب أصحاب الجمل، وأنهم لم يتخلفوا عن البيعة، وإنما تخلفوا عن الحرب.
وروى شيخنا أبو الحسين رحمه الله تعالى في كتاب،، الغرر،، أنهم لما اعتذروا إليه بهذه الاعذار، قال لهم: ما كل مفتون يعاتب، أعندكم شك في بيعتي؟ قالوا: لا، قال:
فإذا بايعتم فقد قاتلتم. وأعفاهم من حضور الحرب.
فإن قيل: رويتم أنه قال: إن كرهني رجل واحد من الناس لم أدخل في هذا الامر، ثم رويتم أن جماعة من أعيان المسلمين كرهوا ولم يقف مع كراهتهم.
قيل: إنما مراده عليه السلام أنه متى وقع الاختلاف قبل البيعة نفضت يدي عن الامر ولم أدخل فيه، فأما إذا بويع ثم خالف ناس بعد البيعة، فلا يجوز له أن يرجع عن الامر ويتركه، لان الإمامة تثبت بالبيعة، وإذا ثبتت لم يجز له تركها.
وروى أبو مخنف عن ابن عباس، قال: لما دخل علي عليه السلام المسجد، وجاء الناس ليبايعوه خفت أن يتكلم بعض أهل الشنان لعلى عليه السلام ممن قتل أباه أو أخاه، أو ذا قرابته في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيزهد على في الامر ويتركه، فكنت أرصد ذلك وأتخوفه، فلم يتكلم أحد حتى بايعه الناس كلهم راضين مسلمين غير مكرهين.
* * * لما بايع الناس عليا عليه السلام، وتخلف عبد الله بن عمر، وكلمه علي عليه السلام في البيعة فامتنع عليه، أتاه في اليوم الثاني، فقال: إني لك ناصح، إن بيعتك لم يرض بها كلهم، فلو نظرت لدينك ورددت الامر شورى بين المسلمين! فقال علي عليه السلام: ويحك!
وهل ما كان عن طلب منى له! ألم يبلغك صنيعهم؟ قم عنى يا أحمق ما أنت وهذا الكلام!
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232