شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ١٢٤
وعابوني وما ذنبي إليهم * سوى علمي بأولاد الزناء يعنى بالروافض: نجاح بن مسلمة (1)، والنصارى بختيشوع (2)، وأهل الاعتزال على (3) بن يحيى بن المنجم (4).
قال أبو الفرج: (5) وكان علي بن الجهم من الحشوية (6) شديد النصب (7) عدوا للتوحيد والعدل، فلما سخط المتوكل على أحمد بن أبي دؤاد وكفأه (8)، شمت به علي بن الجهم، فهجاه وقال فيه (9):
يا أحمد بن أبي دؤاد دعوة * بعثت عليك جنادلا وحديدا (10) ما هذه البدع التي سميتها * - بالجهل منك - العدل والتوحيدا أفسدت أمر الدين حين وليته * ورميته بأبي الوليد وليدا

(١) نجاح بن مسلمة، كان على ديوان الوقيع والتتبع على العمال في عهد المتوكل، فكان جميع العمال يتقونه، وكان المتوكل ربما نادمه، وتوفى منكوبا سنة ٢٤٥. تاريخ الطبري (وفيات سنة ٢٤٥).
(٢) هو بختيشوع بن جبريل بن بختيشوع الأكبر المتطبب.
(٣) علي بن يحيى بن أبي متصدر المنجم، نديم المتوكل وأحد خواصه المتقدمين عنده، توفى سنة ٢٧٥.
ابن خلكان ١: ٣٥٦.
(٤) في طبقات الشعراء لابن المعتز ٣٢٠: (وإنما عنى بالروافض الطاهريين، وبأهل الاعتزال بنى دؤاد، وبالنصارى بختيشوع بن جبريل، فإنه كان يعاديه).
(٥) الأغاني ١٠: ٢١٧.
(٦) الحشوية: فرقة من المرجئة يقولون: حكم الأحاديث كلها واحد، وعندهم أن تارك النفل كتارك الفرض، تفسير القرطبي ٤: ١٦٢.
(7) النواصب: قوم يتدينون ببغضة على (8) كفأه، أي طرده وأبعده.
(9) ذكر صاحب الأغاني في هذا الخبر أنه لما حبس المتوكل علي بن الجهم مدح أحمد بن أبي دؤاد عدة مدائح، وسأله أن يقوم بأمره، منها قوله:
يا أحمد بن أبي دؤاد إنما * تدعى لكل عظيمة يا أحمد أبلغ أمير المؤمنين ودونه * خوض الردى ومخاوف لا تنفد أنتم بنو عم النبي محمد * أولى بما شرع النبي محمد فلم يفعل وقعد عنه، فلما نفى المتوكل أحمد بن أبي دؤاد شمت به علي بن الجهم، وهجاه بهذه الأبيات (10) ديوانه 125، 126.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335