لمقاربون، وان قاتلناهم لا نعلم على من تكون الدائرة، فهلم لنكتب إلى أمير المؤمنين عليه السلام (1) بخبرهم وقدحهم، وبمنزلهم الذي هم به.
فكتب إلى أمير المؤمنين عليه السلام (1):
اما بعد، فانا نخبر أمير المؤمنين عليه السلام أن شيعة عثمان وثبوا بنا، وأظهروا ان معاوية قد شيد امره، واتسق له أكثر الناس، وانا سرنا إليهم بشيعة أمير المؤمنين ومن كان على طاعته، وأن ذلك أحمشهم (2) والبهم، فعبئوا (3) لنا، وتداعوا علينا من كل أوب، ونصرهم علينا من لم يكن له رأى فيهم، إرادة أن يمنع حق الله المفروض عليه. وليس يمنعنا من مناجزتهم إلا انتظار أمر أمير المؤمنين، أدام الله عزه وأيده، وقضى له بالأقدار الصالحة في جميع أموره، والسلام.
فلما وصل كتابهما، ساء عليا عليه السلام وأغضبه، وكتب إليهما:
من علي أمير المؤمنين إلى عبيد الله بن العباس وسعيد بن نمران: سلام الله عليكما، فإني احمد إليكما الله الذي لا إله الا هو. أما بعد، فإنه أتاني كتا بكما تذكران فيه خروج هذه الخارجة، وتعظمان من شانها صغيرا، وتكثران من عددها قليلا، وقد علمت أن نخب أفئدتكما، وصغر أنفسكما، وشتات رأيكما، وسوء تدبيركما، هو الذي أفسد عليكما من لم يكن عليكما فاسدا، وجزاء عليكما من كان عن لقائكما جبانا، فإذا قدم رسولي عليكما، فامضيا إلى القوم حتى تقرءا عليهم كتابي إليهم، وتدعواهم إلى حظهم وتقوى ربهم، فان أجابوا حمدنا الله وقبلناهم، وان حاربوا استعنا بالله عليهم ونابذناهم على سواء، أن الله لا يحب الخائنين.
قالوا: وقال علي عليه السلام ليزيد بن قيس الأرحبي: ا لا ترى إلى ما صنع قومك!