إن رسول الله (ص) نهى أن يبيت المشركون، وتوارث بنوه (ع) هذا الخلق الأبي.
أراد المضاء أن يبيت عيسى بن موسى فمنعه إبراهيم بن عبد الله (1).
وأرسل لما ظهر بالبصرة إلى محمد بن قحطبة مولى باهلة وكان قد ولى لأبي جعفر المنصور بعض أعمال بفارس، فقال له: هل عندك مال! قال: لا، قال: آلله؟ قال: آلله قال: خلوا سبيله، فخرج ابن قحطبة، وهو يقول بالفارسية، ليس هذا من رجال لابن أبي جعفر.
وقال لعبد الحميد بن لاحق: بلغني أن عندك مالا للظلمة، يعنى آل أبي أيوب المورياني كاتب المنصور، فقال: مالهم عندي مال، قال: تقسم بالله! قال: نعم، فقال: إن ظهر لهم عندك مال لأعدنك كذابا (2).
وأرسل إلى طلحة الغدري وكان للمنصور عنده مال: بلغنا، أن عندك مالا فأتنا به، فقال: أجل، إن عندي مالا، فإن أخذته منى أغرمنيه أبو جعفر فأضرب عنه.
وكان لغير إبراهيم (ع) من آل أبي طالب من هذا النوع أخبار كثيرة وكان القوم أصحاب دين ليسوا من الدنيا بسبيل، وإنما يطلبونها ليقيموا عمود الدين بالإمرة فيها فلم يستقم لهم، والدنيا إلى أهلها أميل.