المصنف - عبد الرزاق الصنعاني - ج ٥ - الصفحة ٤٩١
أبي أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقف، فنزل، فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال له عبد الله بن أبي: أيها المرء! لا أحسن من هذا إن كان ما تقول حقا، فلا تؤذنا (1) في مجلسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منا (2) فاقصص عليه، فقال ابن رواحة: اغشنا في مجالسنا، فإنا نحب ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود، حتى هموا أن يتواثبوا (3) فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم (4)، ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة فقال: أي سعد! ألم تسمع ما يقول أبو حباب؟
- يريد عبد الله بن أبي - قال: كذا وكذا، قال سعد: اعف عنه يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! واصفح، فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البحرة (5) أن يتوجوه، يعني يملكوه، فيعصبوه بالعصابة (6) فلما رد الله تبارك وتعالى ذلك بالحق الذي أعطاكه

(1) كذا في الصحيح، وفي " ص " " تؤذينا ".
(2) كذا في الصحيح، وفي " ص " " جاء منا ".
(3) أن يثب بعضهم على بعض.
(4) بالضاد المعجمة في آخره، أي يسكنهم ويهون عليهم الامر.
(5) وفي البخاري من رواية الحموي " البحيرة " وهذا اللفظ يطلق على القرية، وعلى البلد، والمراد هنا المدينة المنورة.
(6) كانوا يعصبون رأس رئيسهم بعصابة لا تنبغي لغيرهم.
(٤٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 486 487 488 489 490 491 492 493 495 496 497 ... » »»
الفهرست