وقد طلبت لك خير أهلي، والذي نفسي بيده لقد زوجتكه سعيدا في الدنيا، وإنه في الآخرة لمن الصالحين، فلازمها (1)، فقال النبي صلى الله عليه وآله:
ائتيني بالمخضب (2) فامليه (3) ماء، فأتت أسماء بالمخضب فملأته ماء، ثم مج النبي صلى الله عليه وسلم فيه، وغسل فيه قدميه ووجهه، ثم دعا فاطمة، فأخذ كفا من ماء فضرب به على رأسها، وكفا بين ثدييها، ثم رش جلده وجلدها، ثم التزمها (4) فقال: اللهم إنها (4) مني وأنا منها (4)، اللهم كما أذهبت عني الرجس، وطهرتني، فطهرها (4)!
ثم دعا بمخضب آخر، ثم دعا عليا، فصنع به كما صنع بها، ودعا له كما دعا لها، ثم قال: أن قوما إلى بيتكما، جمع الله بينكما، وبارك في سركما (5)، وأصلح بالكما، ثم قام فأغلق عليهما بابه (6) بيده.
قال ابن عباس. فأخبرتني أسماء بنت عميس أنها رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يزل يدعو لهما خاصة، لا يشركهما في دعائه أحدا، حتى توارى في حجره (7).